سؤال اليوم موجه إلى مستوردي اللحوم المجمدة في الدول العربية كيف تتم رقابة مكونات هذه اللحوم ؟ هل تخضع للتحليل بشكل منهجي؟ فقد أظهرت تحقيقات أولية في إيرلندا أن عدداً لا بأس به من الهامبرغر الذي يباع في المحلات التجارية المعروفة في بريطانيا وإيرلندا على أنه مصنوع من لحم البقر يحتوي في الواقع على كميات من لحم الخيل وبعضها على لحم الخنزير ما دفع الشركات المعنية الى الاسراع في سحبها.
وقد أطلقت السلطات بيانات لتفيد بأن الهمبرغر المباع لا ينطوي تناوله على أي مخاطر صحية بالنسبة للمستهلكين. إلا أن هذه المسألة أثارت نقطتين جعلت الاستياء يعم لدى البريطانيين والإيرلنديين على السواء ما دفع برئيس الوزراء ديفيد كاميرون لتناول الموضوع: أولاً يعتبر البريطانيون أن الحصان هو «حيوان أليف وقريب من الإنسان» وهو يعتبر الحيوان الأكثر قرباً من سكان الجزر البريطانية. إلا أن النقطة الثانية والأهم هو غياب قدرة الهيئات الحكومية على تتبع مكونات اللحوم والمنتجات التي تدخل اللحوم في تكوينها قبل طرحها في الأسواق لتدخل في السلسلة الغذائية.
فقد أظهرت فحوصات شرحات الهامبرغر المجمدة والمصنوعة (مبدأياً) من لحم البقر والتي تباع في كافة المحلات الكبرى في أوروبا وخصوصاً في بريطانيا مثل تيسكو وليدل وألدي وأيسلندا ومخازن دانيس، مستويات من الحمض النووي للحم الخيل مخلوطا بلحم البقر. وبلغت نسبة لحم الخيل في الهامبرغر الذي يباع في متجر «تيسكو» البريطاني نحو ٢٩ في المئة.ما دفع سلسلة محلات تيسكو إلى سحب هذه المنتجات الطازجة والمجمدة من البيع فوراً بغض النظر عما إذا كان يحتوي على لحم الخيل أم لا.
وقد اكتشف الحمض النووي للحم الخيل والخنزير في ٢٧ منتجاً بعد تحليل ٣١ صنفاً، ومنها فطائر اللحم المفروم وفطائر اللحم بالكاري واللازانيا، ،أثبتت نتيجة الفحوصات وجود الحمض النووي للخنزير في ٢١ منتجاً.
ولكن اللافت هو أن نحو ٣٧ في المئة من المنتجات التي خضعت للتحليل في أيرلندا تحتوي على الحمض النووي للخيل، بينما كانت نسبة ٨٥ في المئة تحتوي أيضا على الحمض النووي للحم الخنزير.
وقال المحققون إن النتائج تثير مخاوف بشأن «القدرة على تتبع مكونات اللحوم والمنتجات التي تدخل في السلسلة الغذائية»، ولكن من المحتمل أيضا أن تسبب هذه النتائج بإثارة قلقاً لدى اليهود والمسلمين الذين ربما يكونوا قد أكلوا لحم الخنزير وهم لا يعلمون، وهو ما يعد محرماً في ديانتيهما.
يُذكر أن بورغر اللحم الذي يحتوي على الحمض النووي للخيل أنتجه مصنع «ليفي ميتس أند سيلفركريست فودز» (Liffey Meats and Silvercrest Foods) في أيرلندا ومصنع آخر في المملكة المتحدة هو «ديلباك هامبليتون»(Dalepak Hambleton). وعبر ناطق باسم «ليفي ميتس» عن أسف المصنع الصادق لأي منتجات أنتجتها الشركة لم تنسجم مع أعلى المواصفات، وقدم اعتذارا للعملاء.ومن جانبها أصدرت شركة «سيلفركرست» بياناً جاء فيه «رغم أن المنتجات لا تشكل خطراً على الصحة العامة فإننا قد اتخذنا إجراء فورياً لعزل هذه اللحوم وسحبها واستبدال كل المنتجات المشبوهة. ونحن لم نشتر أو نتاجر أبدا بمنتجات الخيل، وقد فتحنا تحقيقا شاملا مع موردين وأطراف ثالثة في أوروبا يُشتبه أنهم مصدر المنتجات المذكورة».