أسفرت ثلاثة تفجيرات بينها هجوم انتحاري قرب قاعدة للجيش عن مقتل 17 شخصا على الأقل في أرجاء العاصمة العراقية بغداد أمس الثلاثاء في أحدث أعمال العنف التي تزيد الشعور بالقلق من ان تتحول الاضطرابات في العراق إلى مواجهة طائفية واسعة النطاق.
ويحاول المسلحون اشعال فتيل التوتر في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي ضغطا متزايدا من الاحتجاجات الحاشدة للسنة ونزاعا منفصلا من المنطقة الكردية شبه المستقلة حول السيطرة على النفط.
ووقع أدمى انفجار في تفجيرات اليوم في التاجي على بعد 20 كيلومترا شمالي بغداد حيث فجر انتحاري بسيارة ملغومة العبوة الناسفة قرب قاعدة للجيش مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة 24.
وقالت الشرطة ومصادر مستشفى إن سيارة ملغومة أخرى متوقفة انفجرت في سوق مزدحمة في حي الشعلة الشيعي شمال غربي بغداد مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 13.
وقال شرطي يدعى غالب عمير بعد استدعاء دوريته إلى حي الشعلة “تلقينا اتصالا للتوجه إلى موقع الانفجار. كانت سيارة ملغومة. وكانت هناك امرأة ميتة وما زالت حقيبة الخضروات بجوارها.”
وفي بلدة المحمودية الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوبي بغداد وقع هجوم بسيارة ملغومة قرب نقطة تفتيش تابعة للجيش مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم جنديان وإصابة 14 أخرين.
وتراجعت حدة العنف في العراق منذ المجازر الطائفية التي شهدتها البلاد على نطاق واسع عامي 2006 و2007 لكن مسلحين سنة على صلة بجناح تنظيم القاعدة في العراق ما زالوا يشنون هجمات لاشعال المواجهة من جديد بين الاغلبية الشيعية والسنة والأكراد العرقيين.
ويعتصم آلاف المحتجين السنة في خيام في محافظة الانبار الواقعة غرب العراق في احتجاج يمثل تحديا كبيرا للمالكي الذي تشهد حكومته المؤلفة من أحزاب شيعة وسنية وكردية مشاحنات داخلية منذ انسحاب اخر القوات الأمريكية من العراق قبل عام.
ويحاول المالكي تهدئة احتجاجات السنة التي اندلعت قبل شهر بعد أن اعتقلت السلطات أفرادا من حراسة وزير المالية بتهم تتعلق بالارهاب. واعتبر زعماء السنة هذا الاجراء انه يأتي في اطار حملة ضدهم.
ومنذ سقوط نظام صدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة قبل عشر سنوات يشعر الكثير من السنة بالتهميش من قبل القيادة الشيعية ويقولون إن المالكي يجمع السلطة في يديه على حساب السنة.
وكلف المالكي نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني وهو شخصية شيعية رفيعة ببحث مطالب المحتجين.
وقالت السلطات اليوم الثلاثاء انها افرجت حتى الان عن اكثر من 800 شخص اعتقلوا ظلما أو انتهت مدة احكامهم.
لكن آلاف المحتجين المعتصمين على طريق سريع في وسط محافظة الانبار التي كانت ذات يوم مركزا لقتال القاعدة ضد القوات الأمريكية يقولون انهم مصممون على مواصلة الاعتصام لحين تنفيذ مطالبهم.
ويريد الزعماء السنة تعديل قوانين مكافحة الارهاب والمزيد من الرقابة على حملة تستهدف الاعضاء السابقين بحزب البعث المحظور ويعتقدون إن هذين الاجراءين يستهدفان الاقلية السنية على نحو جائر.
وتثير الاضطرابات في العراق بواعث القلق من أن يؤثر الصراع في سوريا المجاورة على التوازن الطائفي والعرقي الهش في العراق. ويريد الاسلاميون السنة الاكثر تشددا تنحي المالكي عن السلطة أو حتى اقامة منطقة سنية تتمتع بحكم شبه مستقل.