باريس – بسّام الطيارة
اعترف مصدر فرنسي ديبلوماسي أمس أن وضع المعارضة «يتراجع وصعب ميدانياً» وأن النظام السوري سجل بعض النقاط، إلا أنه أكد بأن «هيمنة النظام تتراجع وإمساكه بالأوضاع على الأرض يتقلص» رويداً رويداً وبات بالكاد يحكم سيطرته على «ثلث البلاد». وأضاف المصدر بأن الهدف الأول للمعارضة وللبلاد الداعمة لها ما زال كما هو أي «الإطاحة بالرئيس السوري» الذي لم يعد له مكان في سوريا المستقبل.
بالطبع لم يستطع المصدر الفرنسي إلا الاعتراف بأن دخول الجهاديين على الخط قد عقد بشكل كبير الوضع، وقال إنه «توجد مبالغة في تقدير أعداد الجهاديين». وتعتبر باريس حسب قول المصدر بأن أعداد الجهاديين لا يتجاوز الـ ٢٠٠٠ عنصر وأن هذه الكتائب وإن كانت تثير الكثير من الضجة حولها فهي تظل «عاجزة عن السيطرة الأرض» بشكل موسع وبالتالي «لا يمكنها تحويل سوريا إلى أرض جهاد كما حصل في أفغانستان». وأشار المصدر إلى أن «المزاج السوري لا يتوافق مع المزاج الجهادي».
رغم هذا يرى المصدر بأن توفير السلاح المتطور للمعارضة عبر رفع الحظر خصوصاً السلاح المضاد للطائرات للحد من هيمنة النظام على الأجواء هو «أمر معقد» وما يزيد من تعقيد المسألة حسب قول هو «وجود المجموعات الجهادية والمخاوف من وصول السلاح إليها» ولم يتردد المصدر في اللجوء إلى تناقض واضح حين دعا «إلى الحذر في مسألة التسليح» خوفاً من وقوع هذه الأسلحة في أيدي الجهاديين.
ويرى المصدر بأن «تشكيل المعارضة حكومة انتقالية قد يسهل على الدول تسليح المعارضة» وتلبية حاجاتها عبر تلك الحكومة. وحث المصدر المعارضة على توحيد جهودها وصولاً إلى هذا الهدف وأن «حكومة في الداخل سوف تزيد من شرعية المعارضة». وأشار المصدر إلى أن باريس «لا تحبذ حكومة منفى» بل تفضل حكومة موجودة على الأرض في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
،شرح المصدر بأن من أهداف مؤتمر باريس يوم الاثنين المقبل والذي ستحضره ٤٨ دولة هو مساعدة «حكومة العتيدة مادياً وسياسياً وقانونياً» لتسهيل تثبيتها على الأرض وزيادة مصداقيتها، وبالتالي تأثيرها على الفرقاء في الداخل.
هل فرنسا (وكذلك الاتحاد الأوروبي ودوله) مهمشة في الحوار المحصور بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا؟ رد المصدر بجملة من ضمن الطقوس الديبلوماسية» بأن باريس على تواصل دائم مع كافة الفرقاء «وأنه في حال وصلت اللقاءات الأميركية – الروسية التي يعمل لها المبعوث الأممي العربي إلى نتيجة فإن ذلك يكون أمراً جيدا». وأشار المصدر إلى أن النتيجة المرضية تكون «إقناع روسيا بتغيير موقفها وبعبثية رهانها على بقاء الأسد».
وفي شأن الوضع الإنساني أكد المصدر بشكل ملح على خطورة الوضع الإنساني في الداخل السوري وفي البلدان المحيطة وخصوصاً في لبنان، حيث أشار إلى وجود نحو ٢٢٠ ألف لاجئ حسب الأرقام الفرنسي. وأكد المصدر أن أولوية باريس اليوم هي مساعدة لبنان نظراً للانعكاسات التي يمكن أن يتسبب بها عبء اللاجئين على الاستقرار والوضع الاقتصادي لبلاد الأرز.