- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عون الحرتقجي

عامر المرعي

انبرى العديد من الكتاب اللبنانيين إلى مواجهة ما صدر من عنصرية عونية في حق اللاجئين السوريين، ولم تثن مقالات أهمهم، ولا البيان الموقع من المثقفين اللبنانيين على اختلاف مللهم، التيار الوطني الحر عن الاستمرار في سياسة إعلامية عنصرية تجاه من أتى الى لبنان بحثا عن ملجأ.

كيف لا وهذا اللاجئ ابن شريحة كان ابناؤها ولا يزالون عمالا محتقرين ينظر إليهم بفوقية شديدة، تمتهن كراماتهم في لبنان الكرامة والشعب العنيد، من دون سند يحميهم أو قضاء يستطيعون اللجوء إليه. اليوم، ينشغل العالم الحر الذي “لجأ” إليه زعيم التيار في وقت مضى بأفعال هذه الشريحة “الأدنى مكانة”، ليتحول العامل السوري البسيط، إلى خطر يتهدد مستقبل الجنرال، ومشروعه السياسي بأكمله.

أشهر مذيعني قناة الأو تي في، منبر التيار الوطني الحر، هشام حداد، تناول في أحد برامجه مؤخرا- واسمه “حرتقجي”- بعض البوستات التي كتبتها الإعلامية ديمة صادق، واصفة فيها الخطاب تجاه النازحين بالعنصرية. يرد هشام بتذكيرها أن “لا أهمية لكون نازحي سوريا الحاليين من الأطفال والنساء. نازحو فلسطين 1948 كانوا أيضا كذلك”، على حد تعبيره. و”من وقف مع المقاومة الفلسطينية في 1975 سيقف إلى جانب ما ينتج عن أولئك النازحين يوما ما، فكيف إذا لا نخاف”؟

يختتم هشام حداد مداخلته بدعوة ديمة صادق لاستقبال عائلة أو أكثر من النازحين السوريين. هو المستحيل بنظر هشام، إذ كيف يمكن للبناني أن يحتمل استضافة عائلة سورية نازحة؟ هشام قد اعتاد على ضيوف أرفع مكانة. ضيوف من شريحة علي الديك وبشار اسماعيل.

يقول صهر الجنرال: “وظيفة الحدود هي أن نأتي من خلالها بالأشياء الجيدة لا السيئة”، والقصد هنا أن من يبحث عن ملجأ لأمواله سيرحّب به في الأراضي اللبنانية، أما من يبحث عن ملجأ من القصف والقتل فهو خطر محدق لا بد من الزود عن لبنان منه.

هكذا تعمل الآلة الإعلامية للتيار العوني في آن واحد مع تصريحات سياسييه، عنصرية تجاه شعب يبحث عن ملاذ آمن , يسهّل أمر الإجهار بها كونها مادة دسمة لتعبئة الشارع المسيحي قبيل الانتخابات، لا عامل تعبئة أفضل لأي جماعة من خطر يتهددهم.

ماذا لو سقط النظام السوري؟ سؤال لا شك أنه يقض مضاجع العونية السياسية، لكنه مستبعد الآن، فلا إشارات لسقوط النظام قبل الانتخابات. يفكر ميشيل عون أنه قادر على محاباة المنتصر حينها، وهو بذلك مخطئ، فسوريا الجديدة التي تعيش المخاض الآن لن تحل مشاكلها بزيارة سرية إلى قصر الشعب في دمشق بل ستحل مشاكلها بما هو أنسب لأهلها.

أخيراً، على عون وأقربائه في التيار إدراك أن التهديد بإغلاق الحدود في وجه السوريين قد يقابل من السوريين أنفسهم مستقبلا بإغلاق شامل لها. تلك صفقة خاسرة للبنان لا لسوريا، إلا إن كان الجنرال يفكر في استشارة نشاط العميل فايز كرم من جديد إذ لا حدود مع دول أخرى.