بيروت ـ عمر ناصر:
الولادة العسيرة لحكومة الاكثرية الجديدة في لبنان ليست كل شيء. يوميات الحكومة مليئة بالتعقيدات والاستحقاقات وحتى الاختبارات لحجم تماسكها النابع من تركيبة الاكثرية الجديدة، التي ان انسحب منها “بيضة القبان”، وليد جنبلاط، فقدت توازنها وانهارت. اما اذا فقد رئيسها الامل واعتكف او استقال، فلا تعود الاكثرية أكثرية ويصبح العثور على بديل يتمكن من اخراج الحل من أسر الاقلية امراً بالغ الصعوبة، إن لم يكن مستحيلاً. البديل لكل ذلك التمسك بالممكن الحالي رغم جميع العواصف التي تضربها.
الرئيس نجيب ميقاتي يريد ان تكون حكومته منتجة، على الاقل في قطاع الخدمات التي يحتاجها المواطن، وفي ملء الفراغات في الادارات التي تئن عجلتها من كثرتها، وخصوصاً في بعض المواقع المنتجة او الحساسة. لكن حتى هذا الهدف المتواضع لا يبدو سهلاً ولا مقبولاً في ظلَ المحاصصات وطموحات كل شريك في الاكثرية الجديدة في الحصول على اقصى ما يستطيع من الكعكة، له ولطائفته. لذلك تزداد التعقيدات ويرتفع حجم التنازلات على حساب الكفاءة . لكن كل هذا لا شيء ازاء الاستحقاقات الاخرى وأهمها:
- ملف الكهرباء الذي اصبح بين ليلة وضحاها محور البقاء للحكومة، بعدما تحول الى قنبلة موقوته. التيار الحرَ وزعيمه ميشال عون وصهره وزير الطاقة جبران باسيل يريدون المال والكهرباء دون رقيب، ولا شيء يضمن الحصول على الكهرباء والحفاظ على المال. وما كل ذلك الا لخدمة الجنرال ودفع الوزير باسيل خطوات الى الامام باتجاه الوصول الى بعبدا “كما وعده الرئيس بشار الاسد قبل الثورة السورية”، حسب ما يردد خصومه السياسيون.
- ملف المحكمة الدولية، التي كما يظهر من الالتزامات التي قدمها الرئيس ميقاتي خصوصاً للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، أنه يريد المضي فيها وتنفيذ البند الحساس، وهو دفع المستحق على لبنان من تمويل المحكمة، يدعمه في ذلك وليد جنبلاط ،في حين ان حزب الله والتيارالوطني الحر يرفضان، حسب مصادر مقربة من الملف، تقديم اي تنازل حتى ولو اقتضى الامر شلَ الحكومة وتحويلها الى حكومة تصريف أعمال.
- ملف الحكم على العميل فايز كرم، الذي اكد خيانته لكنه خفف الحكم عليه لعامين سجن، ما اثار ردوداً شعبية تجسدت في تبادل الشباب، ومنهم من كان يدعم المقاومة، رسائل نصية من ابرزها :”اصبح مليونيراً بالتعامل مع العدو مع عامين سجن: آكل …شارب…نايم”.
لا احد يعرف مستقبل الحكومة في لبنان، حيث الجميع بانتظار ما سيحصل في سوريا للبناء على الشيء مقتضاه.