- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مالي المحررة: عجز فرنسي عن لجم أعمال القتل على لون البشرة

هارولد هيمان
إن «ارتكاب أعمال عنف» لا عني بالضرورة قتل. إن الكلمة المستعملة اليوم لوصف ما يحصل في المدن المحررة في مالي هي «exaction» وهي تعني حسب القواميس: ابتزاز أو اغتصاب أوجباية غير قانونية.
إذا أعمال العنف التي تشير لها المنظمات الإنسانية في مالي هي في الواقع «أعمال انتقامية». ويبدو أن المنظمة العالمية لحقوق الإنسان لديها إثباتات على حصول هذه الأعمال وكذلك الأمر بالنسبة للصليب الأحمر الدولي. فقد قتل الجنود الماليين نحو خمسة عشر شخصاً فور عودتهم إلى المدن المحررة.
يقول الكي دورسيه بأنه يتابع عن كثب هذه الأخبارو وأن رئيس الجمهورية والوزراء المعنيين أيضاً يحذرون من أعمال العنف هذه. في المقابل فإن قيادة الأركان الفرنسية تقول إنها لم تلاحظ شيئاً من هذا القبيل.
ولكن هل يوجد على الأرض جهة لمراقبة ما يحدث؟
الكي دورسيه يقول يوجد مراقبن من الأمم المتحدة، وتضيف وزارة الخارجية «إلا أن عددهم لا يكفي». وكشفت لنا أن مراقب أوروبي يتوجه إلى المنطقة، وأن الفرنسيين سوف يرسلون «جندرمة»، من دون أي تأكيد من قبل قيادة الجيش عن تارخ وصول أول دفعة.
الأغرب في الأمر أن ميلشيات إثنية مجرمة تعمل خلف خطوط القوات الفرنسية. نستطيع القول إن منتسبين إلى قبيلة «غندا كوي» (Ganda Koy) وقبيلة «غندا إيزو» (Ganda Izo) يلاحقون «ذوي البشرة البيضاء» (عرب) لهدر دمهم.
وقد أكدت لنا هذه الأخبار «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» (MNLA شمال مالي) وهي تمثل الطوارق وليس العرب. ما يحصل الآن في مالي و أن أي شخص ممكن أن يقتل بمجر انتماءه لإثنية معينة (حسب لونه) وتواجده في مكان غير ملائم في توقيت غير ملائم، في حين أن الفرنسيين لا يستطيعون وعددهم لا يتجاوز الألفين أو ثلاثة آلاف تأمين منطقة تبلغ مساحتها مساحة فرنسا.