- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«مجتهد» عنصري بغيض

لم يعد يغيب عن بال أي متابع أن «مجتهد» يتسقط أخبار التويجري ويتابعها بشغف لهدف في نفسه وأنه لا يترك شاردة أو واردة من أعمال التويجري إلا ويغرد حولها. بالطبع هذا مسلي ويمكن أن يكون مفيداً إذ يشير إلى الحكام أن هناك عين متربصة بأعمالهم تتابعها ويمكن أن تنتقدها وفي بعض الأحيان أن «تفضحها».
قد يكون «مجتهد» صادق أم لا (والله أعلم) فمن حقه الأساسي أن يغرد ما يشاء وحول أي موضوع كان وينتقد هنا وهناك ويسلط الأضواء على ما يعتبره خروجاً عن الأعراف.
من حق «مجتهد» أن يكون من يكون من العائلة أو من البلاط أو من المقربين أو من الاثنين معاً. من حقه أن يتجسس على الحكام ويفضح ما لا يعجبه. من حقه أن يحاول «الوسوسة» بين الملك والتويجري وأن يدخل الألاعيب السياسية.
ولكن.
ليس من حق «مجتهد» أن يكون «عنصرياً مستفزاً». فهذا ليس من شيمة العرب ولا هو مقبول لدى المسلمين وبدخوله حلقة العنصريين تسقط كل نواياه الحسنة التي يمكن أن تكون وراء تغريداته. والله أعلم.
لا نسمح له أن يقول «فلان ابن جارية سوداء» أيا كان المستهدف. هذه عنصرية بغيضة.
قصة عنصرية «مجتهد» بدأت مع تعيين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أخيه الأمير مقرن نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وهو المنصب الأهم بعد ولي العهد، وجاء ذلك في أمر ملكي نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية.
بالطبع كما تعرفون «مجتهد» فهو يرى يد التويجري في كل مكان وكل زمان ووراء كل حدث. مباشرة بعد نشر البيان الرسمي غرد «مجتهد» : «تغريدات قليلة عن تعيين الأمير مقرن نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء» وبالطبع استهدف مباشرة التويجري فكتب «القرار تم تداوله بين الملك والتويجري ومتعب بن عبدالله فقط» وكأنه على اطلاع بكل شاردة وواردة بين الأفراد البلاط يكتب «أما إخوان الملك فلم يعرفوا إلا قبل إعلانه بقليل» وهو يعلم ما في النفوس فينهي التغريدة بالقول« ومنعهم من معرفته مقصود كما سيتضح».
يفسر «مجتهد» ما يدور في خلد الملك والتويجري فيغرد « الملك يعلم أنه لو استشار إخوانه سيرفضون لأن مقرن أصغرهم » ولمنه يجد أن هذا ليس مشوقاً كفاية فيضي «وأسباب أخرى لا داعي لذكرها». غريب أمر مجتهد فهو يدعي أنه يقول كل شيء فإذا صح هذا لماذا يرى أنه لا داعي لقول كلام مباح؟؟ نتابع تغريدته فيقول «بل مجرد علمهم بالقرار قبل صدوره يعني سعيهم لإجهاضه»، نسأل هل حصل هذا؟
ويفسر «ولذلك تحاشى الملك إخبارهم وأبقى المعلومة في دائرة التويجري وابنه متعب وفاجأ إخوانه حتى يكونوا أمام الأمر الواقع ويسقط في أيديهم، لكن لماذا؟» يتساءل «مجتهد».
ويحيب على السؤال لنفسه «السبب خطير جدا وهو خطة خبيثة من التويجري من أجل أن ينتهي المطاف بمتعب بن عبد الله ملكا دون أي انقلاب في الأسرة ولا قفز للجيل الأول، كيف؟».
يتساءل مرة ثانية مستعملاً كل أساليب التواصل الألسني وعلم النفس التواصلي (يحدث هذا عندما نحدث الأطفال ولزيادة شوقهم نسأل في نهاية كل مقطع : لماذا؟ في بعض الأحيان نزيد فنقول : لماذا يا شاطر؟ وهذا لزيادة الشوق والتلهف، وهكذا يفعل «مجتهد»)
نسأله قل لنا يا شاطر «لماذا؟».
يرد «التفصيل كالتالي: لو كان الملك سيحترم ترتيب العمرفي الأسرة فأمامه خيارات جادة قبل مقرن تتضمن عدة شخصيات من بينها طلال وتركي وأحمد وممدوح الخ…». يدرك هذا أي ماطن سعودي زؤ عربي يتابع أخبار المملكة. ولكن لنتابع لنرى ما يبغي «مجتهد».
فيغرد مفسراً «وقلت خيارات جادة أعني أن هناك من أبناء عبد العزيز من لا يبدو من المناسب تعيينه حتى بأعراف آل سعود مثل مشعل وعبد الرحمن ومتعب وبدر الخ…».
هكذا يكتب «مجتهد» والله أعلم.
يتابع «أحمد كان نائب وزير الداخلية ثم الوزير مدة وله حضور شعبي جيد ومعروف بأنه أفضل نسبيا من إخوته في التدين والاستقامة ولا يتفوق عليه إلا ممدوح». هنا يسمح «مجتهد» لنفسه بتقييم الأشخاص وتقييم استقامة هذا من ذاك والمفاضلة بين الإخوة. 
ويتابع سلم تقييمه لآل سعود من أبناء الملك الراحل عبد العزيزي يغرد «تركي من أذكى الباقين وقد تعافى من أثار مشكلته بسبب بنت الفاسي واستعاد مركزه في الأسرة وتعتبر شخصيته الأقوى بين الأحياء من أبناء عبد العزيز». ويتابع متطرقاً للأمير «آلأحمر» فيغرد «طلال رغم ما كتبنا عنه من فساد ونفاق فهو أكثرهم مقدرة على مواجهة الإعلام واوسعهم ثقافة ومعرفة بالوضع العالمي ويتفوق في الوجاهة والكاريزما» ويدخل في التفاصيل «ممدوح معروف بأنه الأكثر تدينا في أبناء عبد العزيز ومتفرغ للدعوة والعمل الخيري وربما يعطيه هذا قبولا جماهيريا وقبولا بين العلماء» هذا رأي «مجتهد قد يكون مصيباً والله أعلم.
هنا يكشف «٬جتهد» عن وجهه العنصري البغيض فيكتب معدداً (١،٢،٣ إلخ) وكأنه في مختبر أو في امتحان مخبري فيغرد (نشازاً) «أما مقرن فهو 1) أصغرهم 2) مبتلى بعقدة النقص أنه بن جارية سوداء 3)معروف بأنه تاجر مخدرات بامتياز وقد استثمر كل مناصبه لذلك حتى إمارة المدينة».
لا ندافع عن مقرن فهو حسب الأخبار والمتابعين قادر على الدفاع عن نفسه. قد يكون بالفعل أصغرهم وقد يكون تاجر مخدرات مستثمراً لمناصبه والله أعلم. ولكن …
ولكن لا نسمح لـ«مجتهد» بالحديث عن أصله وفصله بالقول «إبن جارية سوداء».
اعتذر يا مجتهد إذا كنت مجتهداً.
في الواقع ما كتبه بعد ذلك «مجتهد» لم يعد ذي أهمية بعد أن «كشف عن عنصريته».
ولمن نتابع تفسيره لاختيار مقرن بن عبد العزيز في سلسلة تغريدات «ولذلك فإن أحمد وتركي وطلال وممدوح أفضل بكثير من مقرن حتى بمقاييس آل سعود فلماذا مقرن؟». يسأل مرة ثانية يجيب (مع إشارة إلى أن سلمان قد خرف حسب قوله «وبما أن مشكلة الخرف عند سلمان تتطور وقريبا سيكون في وضع يجبر العائلة على استبعاده فسيكون مقرن جاهزا للترقية لمنصب ولاية العهد». 
بالطبع يرى «مجتهد» أن التويجري وراء كل ما يحصل في المملكة (لا ندافع عن التويجري، ولكن في المملكة تيارات متعددة وقوى سياسية ضمن العائلة ولا تتم الأمور كلها وراء الستار!).
يتابع تغريدته معاوداً الحديث عن عقدة النقص لدى مقرن في تذكير بما سبق وقاله من وصف عنصري يغرد (نشازاً): «الملك وبتنسيق مع التويجري يريد شخصية ضعيفة تعاني بالضبط من عقدة النقص التي عند مقرن ترشح للملك حتى يمكن أن يفرض عليها أي شخص كولي للعهد». ويتابع تفصيل «الخطة» كما تصورها مجتهد والله أعلم. يكتب «وبعد ترقية الأصغر بين أبناء عبد العزيز لولاية العهد لن يتطلع بقية أبناء عبد العزيز للملك فيكون من الطبيعي الانتقال للجيل الثاني».
ويبدو أن «مجتهد كمن يعلم بالغيب» فيكتب : «وبما ان الملك عبد الله موجود فسيكون من الطبيعي أن يدفع بأحد أبنائه لمنصب النائب الثاني بعد مقرن بل حتى إقالة مقرن لأي سبب وتعيين ابنه مكانه».
يعود «مجتهد» للوسوسة بين أبين أبناء البطون المختلفة الإخوة أبناء عبد العزيز فيغرد «هل سيسكت أبناء عبد العزيز عن تحكم التويجري بمستقبلهم؟ وهل سيقبل الذين يرون أنفسهم أليق للحكم بتعيين مقرن؟ هذا ما سنراه في الأيام القادمة».
وينبه مجتهد إلى أن يتحدث عن حدث علم به هو ومتابعيه في نفس الوقت فيلعب علينا لعبة «اتهام الذات» لإظهار معرفته المسبقة بالأمر فيقول «معلومة أخيرة اعترف فيها بأن لدي نية تخريبة» ويتابع مشيراً لنفسه بصفة الجمع فينهي «.. الخبر تسرب لنا من دائرة التويجري قبل أيام ولم أعلنه حتى لا يؤجل أو يلغي» إذا مجتهد يبغي حصول هذه الأمور ؟؟ نسأله فيجيب إجابة مبهمة « والباقي افهموه». الله أعلم ما أراد أن يقول.