- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مرسي…غريب هذا الرئيس !

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

يتسمر الجميع على أمام شاشات تلفزيونات العالم يتابعون «أخبار ميدان التحرير» في مصر. متظاهرون يركضون وقوات شرطة تركض وراءهم. غاز مسيل للدموع ورصاص يلعلع في الأجواء. لقد عدنا سنتين إلى الوراء. يحدث هذا … ومبارك في السجن.
ثمانية أيام من الاحتجاجات قتل فيها العشرات وعادت صور ظن البعض أنها ذهبت مع ذهاب عهد مبارك الفرعون فإذا بها تعود بقوة «الأمن والشرطة» على شاشات التلفزيون لتثير الاشمئزاز وتستدعي شعارات سبق أن سمعناها «الشعب يريد إسقاط النظام».
تسجيل مصور يظهر فيه أحد المتظاهرين مجرداً من ثيابه ويتعرض للسحل على الأرض والضرب بالهراوات على أيدي أفراد من قوات الأمن المركزي أثار موجة غضب وجعلت مثل هذه الشعارات «قابلة للهضم» بعد سنتين على «تغيير سابق» أطاح بمبارك ونظامه الأمني.
إن دلّ هذا «الحادث المشين» على شيء فهو أن الرئيس محمد مرسي أمر باتخاذ إجراءات قمعية صارمة على غرار تلك التي اتخذها حسني مبارك في مواجهة الانتفاضة قبل سنتين. وكما لم تنفع إجراءات مبارك لن تنفع إجراءات مرسي.
غريب أمر هذا الرئيس! ما أن وصل إلى سدة الرئاسة نتيجة انتخاب ديموقراطي لا غبار عليه ولا شائبة فيه وهو الأول منذ عقود، فإذا به بعد أسابيع يفرض دستوراً مليء بالشوائب وكأنه أخرجه من تحت غبار ذكريات ديكتاتورية ليجعل كل انتخابات جديدة تكراراً للسابقة في تكرار ممل لما كان يحصل إبان عهد من وضعته الثورة في السجن.
غريب أمر هذا الرئيس! ما أن استتب له الأمر في القصر الرئاسي الذي أوصلته إليه أصوات الشعب، حتى انقلب يريد تقسيم الشعب المصري بين مسلم ومسيحي أو بين علماني وإخواني والحادث الأخير أبرز أن يريد أيضاً تقسيم الشعب المصري بين مواطنين ورجال أمن… وهذه سمة الدكتاتورية.
غريب أمر هذا الرئيس الذي «يسكت» عن المطالبة بجعله «خليفة»!
مذا يفعل الرئيس في هذا الوقت؟ يندد بالطبع. ويصف سحل المواطن المصري بأنه عمل فردي، ولا يلتفت إلى أن عشرات من رجال الأمن كانوا واقفين حول الرجل يكيلون له الضربات والركلات. لم ينتبه مرسي إلى أن هكذا تصرف ينم عن «حالة تفكير» داخل نظام أمني تربى تحت الديكتاتورية ويعتبر المواطنين بهائم.
ماذا يفعل الرئيس؟ خبر صغير قال لنا ماذا يفعل الرئيس وكيف يفكر النظام الجديد: إذ في خضم الأزمة الرهيبة التي تعصف بالبلاد وتضع على المحك قدرة المصريين على طي صفحة الماضي الديكتاتوري والدخول إلى سجل التاريخ الحديث لتحتل مصر مكانتها ولتلعب دوراً في عالمها العربي والإسلامي يجد الرئيس محمد مرسي الوقت لـ«يتلهى» بذكرى الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر فيصدر قراراً ينهي «تبعية ضريح» الزعيم المصري لمؤسسة الرئاسة ويكلف القوات المسلحة الإشراف عليه.
إنه انتقام الإخوان المسلمين من جمال عبد الناصر رمز تحرر مصر والعداء لإسرائيل ورفض هيمنة الغرب. هذا هو النظام الجديد الذي حل محل نظام مبارك. قتل منتمون لجماعة الإخوان السادات … ولكن لم يمنع هذا مرسي من زيارة قبره ومنحه أعلى وسام في الجمهورية المصرية. يعبر هذا كثيراً، وبقوة، عما «يضمره» الإخوان لخصومهم السياسيين، وعن  مشاريعهم لمصر أم الدنيا.