- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

خارطة طريق معاذ الخطيب لترحيل النظام

باريس – بسآم الطيارة

تشهد ساحة النزاع السوري تطورات مهمة جداً. ولا شك أن معاذ الخطيب أخذ المبادرة ليحتل حيزاً يتسع يومياً في إطار المحاولات الرامية لوقف النزيف السوري. فقد حث «زعيم المعارضة السورية»، بلا منازع اليوم، أي الخطيب، الرئيس السوري بشار الأسد أمس الاثنين على الاستجابة لمبادرته للحوار لأنها تهدف لحقن الدماء حسب قوله وأضاف «وتساعد النظام على الرحيل بسلام». جاء ذلك في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية  مباشرة بعد لقاءات متتابعة في ألمانيا مع مسؤولين أمريكيين وروس وإيرانيين، وشدد على أنه لا يوجد لدى أي طرف دولي رؤية لحل للأزمة السورية وأن على السوريين إيجاد الحل بأنفسهم.
ومباشرة ركب الطائرة ليعود لى القاهرة حيث مركز الائتلاف الوطني السوري…ولهذه العجلة في العودة إلى مركز الائتلاف معان كثيرة.
ففي الاسبوع الماضي عندما قال إنه مستعد لاجراء محادثات مع ممثلين للحكومة السورية. قوبلت دعوته رغم كونها مشروطة بإطلاق سراح المعتقلين بالانتقاد بانتقاد شديد داخل الائتلاف الذي «كان» يرفض الحوار مع الأسد ويقول إن رحيله شرط أساسي.
مصادر عدة مقربة من الائتلاف تقول إن ميزان القوى بدأ يتغير داخل  تجمع المعارضة الأوسع وأن عدداً من المعارضين السابقين لأي «فكرة حوار» بدأوا يتقربون من الخطيب وطروحاته. ولذلك أسباب عديدة أهمها أن «الولايات المتحدة لم تعد تكتفي برفض مد المعارضة بسلاح مضاد للطائرات بل ضغطت على عدد من دول الجوار لوقف تسليح المعارضة بعد أن تصاعد دور «جبهة النصرة» في القتال الدائر على الأرض، وبعد أن خرجت من سوريا «أخبار أفعال وأعمال السلفيين» في المناطق التي يسيطرون عليها وبدأت صور المحاكم الشرعية وأنباء عن تقييد الحريات الفردية أضف إلى «مضايقات الأقليات». ولا يتردد مصدر مقرب من المعارضة من القول إن «الجيش السوري الحر» خسر بعض المعارك … بسبب نقص الذخائر.
وخلال هذه المراحل الصعبة للثورة كانت أعداد القتلى زداد يومياً. من هنا يمكن فهم تصريح معاذ الخطيب عندما يقول إنه ليس من الخيانة طلب حوار يهدف الى إنهاء صراع أودى بحياة اكثر من 60 الف شخص وأجبر 700 الف شخص على الفرار من بلادهم وخلف ملايين آخرين من المشردين والجوعى.
والخطيب لا يأتي من موقع ضعف فهو اكتسب خلال ٤٨ ساعة بعداً دولياً وبات محاوراً لا يمكن تجاوزه مدعوم ليس فقط ممن كان داعم للمعارضة في السابق فقط بل يبدو أن أبواب الكرملين وطهران قد فتحت له بمجرد أنه قال «نعم لحوار».
وهذا ما يسمح للخطيب بأن يتوجه للنظام بشكل جازم عندما يصرح «على النظام أن يتخذ موقفاً واضحاً بشأن الحوار ونحن نقول سنمد يدنا من أجل مصلحة الشعب» ويضيف وكأنه يحاور الرافضين داخل الائتلاف أن هذا الحوار هو «من أجل أن نساعد النظام على الرحيل بسلام»… وينهي بالقول«المبادرة الان عند النظام إما أن يقول كمبدأ نعم أو لا».
ورسم الخطيب أيضاً «خارطة لهذا الحوار» إذ أضاف «سنجد حلا..النظام فيه مفاتيح كثيرة إذا أراد أن يحل الأمور يستطيع أن يشارك بها..النظام إذا أراد الخروج من هذه الأزمة وإخراج الشعب من هذه الأزمة نحن كلنا سنتفاعل من أجل مصلحة الشعب ورحيل النظام».
وفي مقابلة مع قناة «العربية» لم يتردد رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» من «تسمية» محاوره عندما أشار إلى أن النظام «إذا قبل الفكرة يمكنه أن يرسل الاستاذ فاروق الشرع. ويمكن ان نجلس معه» وعاد يؤكد بأن الحوار يجب أن يقوم «على مبدأ رحيل النظام».
وكان الخطيب قد إلتقى  علي اكبر صالحي وكشف أنه طلب من إيران نقل مبادرته الى الحكومة السورية، مشيرا الى انه بحث مع وزير الخارجية الايراني «الحاجة لمنع تحول الازمة السورية الى صراع سني-شيعي اقليمي».
كما ألتقى ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونائب الرئيس الامريكي جو بايدن  وصور جميع من التقاهم «استعداده للحوار مع السلطات السورية» على انه خطة كبيرة نحو انهاء الحرب. ولكن الخطيب وأكد أن «الثورة ستستمر بالرغم من دعوات المعارضة الى الحوار مع النظام».
وقالت مصادر «معارضة داخل المعارضة» ومنها أعضاء في الهيئة السياسية المؤلفة من ١٢ عضوآً أن اللقاء مع الإيرانيين لم ينجح لأنه «الإيرانيين غير مستعدين لمساعدة الثورة». وكشفت هذه المصادر عن اجتماع مقبل في القاهرة لجميع أعضاء الائتلاف (٧٠ عضواً) لبحث «تحركات الخطيب الديبلوماسية».