- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

من الأسر إلى “عش الزوجية”

رام الله- فادي هاني
بعد سنوات عجاف في الأسر، وبعد أن انكسر القيد، بإتمام صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بدأت الحياة تعود إلى مجاريها رويداً رويداً. فبعد أيام قليلة من الإفراج، عادت الأفراح لتكون حليفة من كانت الأحزان وحدها حليفته خلف القضبان.. إنه عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب المحرر نائل البرغوثي.
من قريته “كوبر” قرب مدينة رام الله، توجه نائل على رأس “جاهة” كبيرة، الى قرية “نعلين” لعقد قرانه على الاسيرة المحررة إيمان نافع، وسط أجواء من الفرح والسعادة، وبحضور عدد من رفاقهما من الاسرى والاسيرات المحررين وعائلتي البرغوثي وابو هنية نافع.
هناك في منزل العروس تقدم رفيق درب نائل، المحرر وليد الهودلي بطلب يد إيمان من عمها ذيب ابو هنية وشقيقها عماد (45 عاما)، اللذين أعلنا بفخر عن موافقتهما مقابل مقدم “دينار أردني” واحد.
نائل وبتواضع كبير قال: “كأسير محرر اعتبر ارتباطي مع اسيرة محررة هو انتصار وتحدي وتجسيد لروح الايمان والامل، وبداية لفتح قفل اغلق ابواب الحياة امامنا ولكنه لم يقتل روح الارادة والامل لدينا، انه كسر للقيد والسجن وتحقيق للحرية، وبداية لرحلة أخرى من العطاء والوفاء بين اثنين قيدتهما الظروف والقضبان ليعبرا عن مشاعرهما وجمعتهما بحرية من جديد”.
نائل يشعر بأن عقد القران بداية لأسرة أضيفت لأسر الشعب الفلسطيني الصابر المعطاء، “ودعاؤنا لله ان يتمم علينا الفرح والسعادة لتضميد جراح لطالما نزفت، ومسح الم لسنوات طويلة لن تفارقنا ذكرياتها، بل سنتعلم منها الكثير من الدروس والعبر”.
مشاعر الحزن كانت حاضرة رغم الفرح بالنسبة لنائل، لأنه في هذه اللحظات يفتقد كل الذين ذهبوا لرحمه الله، من الوالدين الى الشهداء، وكذلك الذين يغيبون عن يوم فرحه ومشاركته اجمل لحظات الحرية. ويضيف: “أخي الذي لم أره منذ سنوات طويله لأنه معتقل وكذلك نجله، واصدقاء لي من ابناء شعبي، خصوصاً في غزة والشتات، عرفتهم وارتبطنا بتاريخ وذكريات وكنت اتمنى ان يكونوا معي لتكون الفرحة كبيرة وشاملة”.
بالنسبة للعروس ايمان، الفرحة كانت حاضرة، رغم أنها لم تقابل نائل مطلقاً، لكنها عرفته جيداً من مواقفه واحاديثه وحكايات بطولاته. “نائل انسان من طراز خاص”، تقول إيمان، “فهو ينتمي لمدرسة الثورة الحقيقية والوفاء والاخلاص. عرفت ادق التفاصيل عن حياته، لذلك كنت معجبة جدا بهذه الشخصية الاسطورية، وعندما تقدم لخطبتي وافقت ولم اتردد لأني رأيت فيها رفيق درب مخلص”.
نائل كان قد اعتقل من منزل عائلته في قرية كوبر في 4-4-1978 وحوكم بالسجن المؤبد، وعلى مدار سنوات اعتقاله، رفضت اسرائيل الافراج عنه وشطب اسمه من كل الصفقات والافراجات، وخرج إلى الحرية أخيراً في صفقة حركة “حماس” واسرائيل في 18-10-2011 بعدما قضى 34 عاما في الاسر، بينما ما زال شقيقه الاكبر عمر في الاسر يقضي حكما بالسجن الاداري.
أما ايمان فقد اعتقلت عام 1987 وحوكمت بالسجن لمدة 15 عاما ونصف، بتهمة التخطيط لعملية فدائية، وافرج عنها بعد توقيع اتفاقية “طابا”، وهي تنحدر من عائلة لاجئة، بينما ولدت في قرية نعلين، وتعمل كمديرة للعلاقات العامة والاعلام في نادي الاسير الفلسطيني.