نفت جماعة حزب الله اللبنانية يوم الأربعاء اتهام بلغاريا لها بتنفيذ هجوم أسفر عن مقتل خمسة إسرائيليين العام الماضي وقالت إنه جزء من حملة تشويه إسرائيلية.
واتهم انائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الاربعاء اسرائيل بقيادة “حملة دولية من اجل ارهاب الدول” من الحزب، وذلك غداة اتهام الحكومة البلغارية عنصرين من الحزب بالتورط في التفجير الذي استهدف حافلة تقل سياحا اسرائيليين في تموز/يوليو في بلغاريا.
وولم يأت الشيخ قاسم على ذكر بلغاريا او تفجير الحافلة الذي قتل فيه خمسة اسرائيليين وبلغاري والانتحاري منفذ الاعتداء، لكنه اشار الى “اتهامات وادعاءات وتحريض على حزب الله”، وذلك في اول تعليق لحزب الله منذ صدور الاتهام الثلاثاء. وقال الشيخ قاسم خلال لقاء مع طلاب في العلوم الدينية، حسب ما نقلت الوكالة الوطنية للاعلام “هناك هجمة تقودها اسرائيل على مستوى العالم من اجل مواجهة المقاومة في لبنان وفلسطين”. واضاف “اسرائيل تقود حملة ترهيب دولية ضد حزب الله بالتحديد، لأنها فشلت في العدوان عليه، (…) وفشلت في ايجاد بيئة قادرة أن تمنع حزب الله من التحرك، لذلك تقود حملة دولية من أجل إرهاب الناس والدول من حزب الله، ومن أجل تسليط الضوء على المقاومة حتى تحاصر”. وتابع “الحملة الاسرائيلية بالاتهامات والادعاءات والتحريض على حزب الله (…) تستهدف المقاومة بالاعلان والسياسة بعد ان فشلوا في اسقاط المقاومة بالحرب والمواجهة”.
الا انه اكد ان “المقاومة (…) مستمرة وقوية وستزداد تجهيزا ودعما وتهيئة وتدريبا وتجميعا لمواجهة الاستحقاقات، وكل هذه الاتهامات ضد حزب الله لن تقدم أو تؤخر”. وقال قاسم “لن نخضع لهذه الضغوطات ولن نبدل أولويتنا، ستبقى أولويتنا مواجهة الاحتلال”.
وقال نجيب ميقاتي رئيس الوزراء إن حكومته مستعدة للتعاون مع بلغاريا في التحقيق بشأن الهجوم.
واضاف “اليوم الصراع على مستوى العالم هو صراع بين مشروع المقاومة ومشروع الهيمنة الدولية، ونحن نعلم أن مشروع المقاومة هو الذي يحمل قابلية الانتصار”.وثار اتهام الحكومة البلغارية حزب الله الشيعي اللبناني بالوقوف وراء اعتداء استهدف اسرائيليين في بورغاس (شرق) في تموز/يوليو الماضي، جدلا يشوبه قلق في هذا البلد.
وعنونت صحيفة ستاندارت اليوم الاربعاء “نحن في مشكلة مع حزب الله”. من جهته، قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في صوفيا سيميون نيكولوف خلال مناقشة في برنامج تلفزيوني، ان بلغاريا تقف في صف الولايات المتحدة واسرائيل ويمكن ان تصبح “هدفا للارهاب ولغضب المسلمين”.
اما وزير الخارجية نيكولاي ملادينوف، فقال للتلفزيون الحكومي انه “سيناريو غرائبي لا علاقة له بالواقع”، مؤكدا انه “لا داعي للذعر”. وكان وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسيفانتوف اتهم الثلاثاء حزب الله بالوقوف وراء الاعتداء الذي وقع في 18 تموز/يوليو في بورغاس (شرق) وادى الى مقتل خمسة سياح اسرائيليين ومواطن بلغاري والانتحاري منفذ الاعتداء. واضاف الوزير البلغاري ان التحقيق الذي لم ينته بعد اشار الى علاقات واضحة بين شخصين متورطين في الاعتداء على الاقل وحزب الله.
وقال المحلل في مركز دراسات الديموقراطية تيهومير بيزلوف ان “بلغاريا لا تملك قدرات على التحقيق في هذا النوع من الهجمات وتعتمد بالضرورة على معلومات تقدمها اجهزة استخبارات اجنبية”. واكد عدد كبير من نواب المعارضة من كل الاتجاهات انه لم تقدم الادلة الدامغة على تورط لحزب الله في اجتماع المجلس الامني الثلاثاء الذي وجه الاتهام لحزب الله بعده.
واتهم النائب الاشتراكي ميخائيل ميكوف الذي شغل في الماضي منصب وزير الداخلية، الحكومة “بخلق تهديد للامن القومي وعلى حياة البلغار”. وقال النائب المحافظ ديمو جياوروف “من المؤكد ان الحكومة تعرضت لضغوط كبيرة”، مذكرا بزيارة رئيس الوزراء بويكو بوريسوف الى واشنطن في كانون الثاني/يناير الماضي.