رفض الناطق باسم حركة طالبان الاربعاء الخطة التي اقترحتها افغانستان وباكستان وبريطانيا في وقت سابق هذا الاسبوع في لندن بغية تسريع عملية السلام مع المتمردين لكن بدون ان يعارض صراحة فكرة التفاوض نفسها.
وقال المتحدث باسم الطالبان الافغان ذبيح الله مجاهد في بيان ان “بريطانيا والولايات المتحدة وكل الدول الاخرى” التي خسرت الحرب ضد طالبان على الارض، على قوله، “تحاول تحقيق مكاسب عبر الدعاية الاعلامية” لكنها “لا تتخذ اي قرار عملي لتحقيق شروط التفاوض”.
وتطالب طالبان خصوصا بانسحاب كامل للقوات الاجنبية من افغانستان والافراج عن سجنائها قبل بدء مفاوضات سلام تريد ان تجريها مع الولايات المتحدة مباشرة وليس مع الحكومة الافغانية.
وقال ذبيح الله مجاهد “بدلا من التوجه مباشرة الى الممثلين الحقيقيين للمجاهدين، تلعب (الدول الغربية) لعبة الغميضة وتلتقي افرادا خطأ لا فاعلية لهم”. ولم يبد ذبيح الله مجاهد في اي لحظة معارضة صريحة لاجراء مفاوضات.
وبعد عقد من المعارك لم ينجح جنود حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية المتحالفة معهم في القضاء على التمرد مما يثير التخوف من اندلاع النزاع مجددا بين القوات الافغانية وطالبان بعد 2014 -اي بعد انتهاء عملية انسحاب القوات الغربية- والتركيز على مفاوضات سلام.
وتعهد الرئيس الافغاني حميد كرزاي ونظيره الباكستاني اصف علي زرداري اللذان كانا ضيفي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الاثنين “باتخاذ التدابير اللازمة لانشاء مكتب في الدوحة لاجراء مفاوضات بين طالبان والمجلس الاعلى للسلام في افغانستان”.
وكانت طالبان اعلنت العام الماضي نيتها فتح مكتب في قطر بغية التحادث مع الولايات المتحدة وليس مع الحكومة الافغانية.
لكن الاتصالات التمهيدية بين الجانبين اخفقت بعد رفض واشنطن الافراج عن كوادر من طالبان معتقلين في غوانتانامو.
واشار وحيد مجدا وهو مسؤول طالباني سابق اصبح محللا سياسيا الى ان الاعلان اللندني “وضع طالبان في وضع غير مريح”، وقال لوكالة فرانس برس “حتى ولو كانوا موافقين لا يمكنهم القبول به واعلان ذلك لان هذا الامر سيظهرهم بطريقة او باخرى مرتبطين او خاضعين لسيطرة الباكستانيين”.
وفي الواقع فان بيان مجاهد الذي يشكل هجوما جديدا على الاستراتيجية الغربية، لا يأتي مطلقا على ذكر مشاركة اسلام اباد في مؤتمر لندن.
ويعتبر دعم باكستان التي ساندت نظام طالبان بين 1996 و2001 وتتهم بانتظام كابول بمواصلة دعم المتمرين، حاسما بالنسبة للسلام في افغانستان بعد رحيل قوات الحلف الاطلسي.
وقد افرجت باكستان مؤخرا عن كوادر من طالبان على امل ان يقنع هؤلاء قيادة الحركة بالانضمام الى عملية السلام. وهذه المبادرة لاقت ترحيب كابول ما يدل على تحسن طفيف في العلاقات بين البلدين الجارين.
كذلك بدأت افغانستان بالافراج عن مئات العناصر من طالبان بالرغم من مخاوف واشنطن بان يعود هؤلاء المعتقلون السابقون الى الجبهة. وقال المتحدث باسم طالبان لفرانس برس ان الحركة ستنشر قريبا ردا مفصلا على خطة لندن.