- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا والجهاديين من مالي إلى سوريا

باريس – بسّام الطيارة
سألت «برس نت»  مسؤولاً فرنسيا  عما إذا كانت باريس ترى علاقة بين جهاديي الساحل   وبين الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا إلى جنب الثورة. الجواب لم يأتي مباشرة ولا جاء بشكل مرتبط مع أحداث سوريا ولا مع أحداث مالي، بل غاص في العموميات: إن الجهاديين ينتمون إلى تنظيمات متقاطعة عبر الدول العربية والإسلامية.
وبعد تردد بسيط تابع يقول: قد نجد في ليبيا أو في الساحل «جهاديين سوريين يتدربون قبل أن يعودوا إلى سوريا» . سألت «برس نت» وفي سوريا هل نجد  جهاديين من الساحل من ليبيا أو من تونس؟. تردد قليلاً المسؤول وقال «نعم نجد بعض الجهاديين» . أصرينا على السؤال «هل يوجد تواصل أي تنقل ذهاباً إياباً بين الساحة السورية والساحل؟» لم يتردد المسؤول وأجاب مباشرة« بالطبع  نعرف أن انتقال المحاربين الجهاديين بين أفغانستان والصحراء موجود منذ فترة ليست قريبة». وتابع  يشرح لنا  جغرافياً بالقول «ينتقلون عبر حدود الدول بطرق مختفلة ، ونحن نعرف أن عدداً لا بأس به توجه من سوريا إلى ليبيا في بداية الربيع العربي وأنه عدداً منهم عاد إلى سوريا». نسأل: «هل يوجد محور يمتد من الساحل إلى سوريا أو أفغانستان».  يجيب المسؤول  «لا يوجد محور بالمعني السياسي ولمن يوجد قوس  حراك جهادي». ورداً على سؤال حول دعم الثوار في سوريا ومحاربة حلفاء هؤلاء الثوار في الساحل، لم يتردد المصدر من القول «إذا لم نساعد الثوار في سوريا يزداد عدد الجهاديين في سوريا».
وكان مصدر فرنسي مطلع قد أشار خلال لقاء مع عدد محدود من الصحافيين دار حول الحملة الفرنسية في مالي المعروفة باسم «سيرفال» (قط الصحراء) قد  شدد على أن أحد أهم دوافع الحملة ليس فقط «إعادة سيادة  الدولة المالية على شمال مالي بل منع الجهاديين من التمركز في منطقة شاسعة  مع تواصل جغرافي يؤمن لهم مداخيل مالية عبر عمليات التهريب واستغلال موارد المنطقة». وشرح المصدر بأن الجهاديين من أنصار الإسلام عندما هاجموا «خط وقف النار» وتوجهوا نحو مدينة «سيغو»  (٢٠٠ ألف نسمة) وهي آخر مدينة كبرى قبل العاصمة باماكو ، كانوا يسعون وراء أهداف سياسية أيضاً وليس فقط عسكرية».  وكشف المصدر بأن هذه الجماعات كانت مجهزة بأسلحة  غنمتها من المخازن الليبية ومن الجيش المالي إبان المعارك السابقة. ورفض المصدر تأكيد  خبر «وضع يد المجاهدين على أسلحة حديثة كان الجيش المالي قد تسلمها بموجب اتفاقات تعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا».  ولكن يعتبر المصدر بأن الجهاديين ارتكبوا خطأ كبيراً في حساباتهم عندما توجهوا نحو العاصمة باماكو ، وفسر بأن ذلك «قاد إلى إنشاء حلف كعاد للجهاديين أي أنه ساعد على تحقيق ما نص عليه القرار ٢٠٨٥ المتعلق بتأليف قوة أفريقية لدعم سيادة مالي».
وبما أن وزير ادفاع الفرنسي «جان إيف لو دريان» (Jean-Yves le Drian) يتوجه بعد غد لقضاء يومين في زيارة لقطر (السبت والأحد) فقد كان من الطبيعي السؤال حول «دور قطر في الساحل». بالطبع شدد المصدر على أن «الزيارة مقررة منذ مدة طويلة (٣ أشهر حسب قول)، وأن الإمارة تربطها مع فرنسا اتفاق تعاون عكسري يعود إلى ١٩٩٢.  إلا أن التشديد والتذكير بما ذكرته الصحف خصوصاً حول دور الهلال الحمر القطري وما إذا كانت  الكتائب الجهادية تحصل على دعم مادي من الدوحة، خصوصاً وأن قطر «أعلنت معارضتها للحملة العسكري»؟  قاد ذلك المصدر إلى الجزم «حتى الآن لا نملك أي معلومات أو إشارات إلى أن قطر تلعب لعبة مزدوجة» وعاد  يشدد «لا توجد دلائل ملموسة»، وأنهى بالقول «يس لدينا أي صعوبة مع قطر حول ملف الساحل حتى الآن».