اندلعت جولة جديدة من التراشق الكلامي بين الصين واليابان يوم الجمعة بسبب تحركات عسكرية قرب مجموعة من الجزر غير المأهولة محل نزاع مما أذكى التوتر الذي خيم على العلاقات بين القوتين الأسيويتين على مدى شهور.
ودبت خلافات متكررة بين الصين ودول اخرى بالمنطقة بسبب مزاعم عن أحقية كل منها في سلاسل صغيرة من الجزر كان آخرها مع اليابان التي اتهمت سفينة تابعة للبحرية الصينية بأنها صوبت رادارا لتوجيه الأسلحة نحو سفينة تابعة للبحرية اليابانية في بحر الصين الشرقي.
ورفضت وزارة الدفاع الصينية الشكوى اليابانية من الرادار في اول تعليق لها على الواقعة التي حدثت في 30 يناير كانون الثاني. وأضافت أن تعقب اليابان للسفن الصينية هو “السبب الأساسي” لتجدد التوتر.
ورفض مسؤول ياباني التفسير الصيني للواقعة قائلا إن التحركات الصينية يمكن أن تكون خطيرة في المياه حول الجزر المتنازع عليها المعروفة باسم دياويو في الصين وسينكاكو في اليابان ويعتقد أنها غنية بالنفط والغاز.
وقاد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حزبه المحافظ الى فوز ساحق بالانتخابات التي أجريت في ديسمبر كانون الاول ووعد بتعزيز الجيش واتخاذ موقف صارم في النزاعات على الأراضي.
وقال قائد القوات الامريكية بمنطقة اسيا والمحيط الهادي إن الخلاف بين اليابان والصين يبرز الحاجة الملحة الى وضع قواعد لتفادي تحول وقائع من هذا النوع الى صراع خطير. وقال الاميرال صمويل لوكلير في مؤتمر بالعاصمة الاندونيسية إن هناك حاجة الى وضع آلية تحول دون أن تكون الدبلوماسية في أيدي ضباط البحرية “ليتخذوا قرارات في البحر تسبب مشكلة (تتصاعد) الى صراع بحري قد لا نستطيع السيطرة عليه.”
وتخوض الصين نزاعا مع عدة دول بجنوب شرق اسيا منها الفلبين وفيتنام بشأن مناطق في بحر الصين الجنوبي يحتمل أن تكون غنية بالموارد الطبيعية. وقال لوكلير إن على الحكومات ورؤسائها تفهم احتمال أن الأمور يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة.
وقالت وزارة الدفاع الصينية في بيان أرسل بالفاكس في وقت متأخر يوم الخميس إن شكاوى اليابان “لا تتفق مع الحقائق” وأضافت أن رادار السفينة الصينية واصل عمليات التنبيه المعتادة وأن السفينة “لم تستخدم “رادار التحكم في إطلاق النار.” وذكرت الوزارة أن مدمرة يابانية لاحقت السفينة الصينية خلال تدريبات روتينية. ويحدد رادار التحكم في إطلاق النار مواقع الأهداف للصواريخ او القذائف ويمكن أن يعتبر استخدامه خطوة قبل إطلاق النار الفعلي.
وفي طوكيو قال كبير امناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا في مؤتمر صحفي إن بلاده لا يمكن أن تقبل تفسير الصين وإن اتهامات طوكيو جاءت بعد تحليل دقيق. وقال سوجا “نحث الصين على اتخاذ خطوات مخلصة لمنع تحركات خطيرة يمكن أن تسبب وضعا طارئا.”