- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سحر كوريا يتناغم في بيروت

بيروت ــ معمر عطوي
الموسيقى إبداع إنساني فريد، ونوع جمالي يتجاوز حدود اللغة والقوميّة إلى ما هو إنساني أرحب وأرقى وأعمق، فكيف إذا كان هذا الفعل الفني نتيجة جهد مُضاعف يبذله من هو من ذوي الحاجات الخاصة ليثبت أنه قادر على فعل المعجزات.
هذا ما تجسّد في أنامل الشاب الكوري كيونغ- مين كيم، الذي أدهش الحضور في قاعة«مبنى أسامبلي» ـ(ASSEMBLY HALL) داخل حرم الجامعة الأميركية في بيروت نهاية الشهر الماضي في اطار الحفلة الموسيقية التي أقامتها مؤسسة «بيوتيفول ميند شاريتي» (BEAUTIFUL MIND CHARITY) الكورية، والتي رعتها وزارة الثقافة اللبنانية والسفارة الكورية في لبنان تحت عنوان «تآلف جميل من أجل الحب والسلام» ( BEAUTIFUL HARMONY CONCERT FOR PEACE AND LOVE).
كيم، الفتى اليافع الذي يعاني من صعوبة في النطق، تغلّب على مشاكله الجسدية والصحية ليثبت أنه قادر على العزف على آلة البيانو، بل لأعظم المؤلفين الموسيقيين العالميين، مقدّماً قطعة للودفيغ فون بيتهوفن بعنوان «مودخين» (MONDSCHEIN) , أي «توهج القمر».

تميّز الحفل الكوري بنشاط موسيقي مميز جمع بين المقطوعات الكلاسيكية وبعض من الفن الكوري التراثي الذي كان في جانب بسيط منه دون القدرة على إمتاع الجمهور، خصوصاً الإيقاع العالي لبعض المقاطع الكورية التراثية ولربما عدم اعتياد الجمهور اللبناني على هذا النوع من الفن.
ولعل القيمين على الحفل استطاعوا من خلال توليفة شاملة أن يقدّموا أفضل الممكن، خصوصاً من خلال ترجمة بعض كلمات أغنية تراثية قدّمتها المغنية «سو يونغ شاي»، التي تفاعل معها الجمهور تصفيقاً وهتافاً.
البرنامج كان منوعاً أيضاً فشمل شيئاً من الفن الشعبي اللبناني. وتضمن عزفاً على البيانو لبرامز وبيتهوفن. وتألق كل من يو- جين يونغ على الكمان، وإيل- هوان باي على التشيلو، ويونغ- ها تشونغ على البيانو، «ويونغ- شل شو» على الغيتار، فيما تميزت ذات الصوت الأوبرالي «سو يونغ شاي»، بغنائها العذب وحركاتها اللطيفة.
أما «اوون- آه كولك» فقد برعت في استخدام الآلة الكورية التقليدية «غياغوم» (Gayageum)، وكذلك «هاي- جين بارك» على آلة «هاييغوم» «(Haegeum)، فيما كان «كيونغ- مين كيم» على البيانو، نجم الحفل الذي تأثر به الجمهور كثيراً وصفق له طويلاً.
رغم حصول بعض الممل في بعض فقرات البرنامج، والتي لم تكن طويلة بأي حال، إلاّ أن مضمون هذا النشاط كان حافلاً بتميزه وشموليته وتمكنه من إقامة تناغم بين أنواع مختلفة من الموسيقى وآلات متعددة للعزف، إضافة إلى اذواق منوعة برزت في اختيار المقطوعات بدقة متناهية. ويمكن القول أن التناغم الذي حصل بين كل هذه الأنواع ضمن فقرة جامعة من الفقرات أثبت أن الموسيقى لغة عالمية يفهمها كل من يتفاعل مع أنغامها كما تناغمت بيروت هنا مع باقة ألحان من الشرق الأقصى.