قال نشطاء معارضون في سوريا إن قوات الرئيس بشار الأسد حاولت أمس الجمعة استعادة السيطرة على أجزاء من الطريق الدائري في دمشق من مقاتلي المعارضة الذين يزحفون الى العاصمة. وقد شاركت الطائرات الحربية وأطلقت صواريخ حول أحياء جوبر والقابون وبرزة. ووقع قتال عنيف عند تقاطع حرملة على الطريق الدائري شمالي جوبر مباشرة.
وكان مقاتلو المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية قد اخترقوا الخطوط الدفاعية قبل يومين وسيطروا على أجزاء من الطريق ودخلوا حي جوبر الواقع على بعد كيلومترين عن مقرات الأجهزة الأمنية الرئيسية في قلب العاصمة.
وقال النقيب إسلام علوش من جماعة لواء الإسلام المعارضة إن المقاتلين لا يعتزمون البقاء على الطريق الدائري وإنهم حتى إذا انسحبوا من التقاطع فإن سيطرتهم من جديد على المناطق المحيطة تجعل الطريق عديم الفائدة كخط إمداد للجيش. وأضاف لوكالة أنباء رويترز أن مقاتلي المعارضة يحاربون قوات النظام لكنهم لا يعتزمون البقاء عند حرملة إذا زادت الخسائر في صفوفهم. وقال إن هدف مقاتلي المعارضة من هذه العملية هو التقدم ببطء نحو دمشق. وذكر علوش أن قوات المعارضة نشرت قناصة في حي جوبر الذي أزيلت فيه متاريس الجيش أو حوصرت. ويبدو أن السيطرة على تقاطع حرملة تنتقل بين المعارضين والجيش. وفي حال نجح الهجوم على الطريق الدائري يكون المعارضون قد ربطوا جوبر بالغوطة الشرقية.
والغوطة الشرقية منطقة ضواحي ومزارع يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتقع بجوار العاصمة دمشق.
وقالت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة معارضة ان 44 شخصا قتلوا في دمشق الجمعة . واضافت ان 46 شخصا قتلوا يوم الخميس معظمهم نتيجة عمليات قصف من قبل الجيش . ومع وجود خط إمداد لقواعد الجيش السوري على الساحل فإن قوات الأسد ما زالت تتمركز في جبل قاسيون على الطرف الشمالي الغربي من دمشق وتقصف الضواحي من هناك. ويقول قادة مقاتلي المعارضة إنهم ارتكبوا أخطاء في الماضي عندما دخلوا دمشق ومدن أخرى قبل أن يقطعوا خطوط إمداد قوات الأسد.
وتبدو في ظل القتال الدائر حالياً أن احتمالات التوصل لتسوية من خلال التفاوض باتت ضئيلة. ولكن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قال الجمعة ان هناك ترحيبا بزيارة المعارضة دمشق لمناقشة مستقبل سوريا وفقا لمقترحات الاسد لاجراء حوار وطني. وكان خصوم الاسد الرئيسيون والذين يعيش معظمهم في المنفى قد رفضوا بالفعل هذا المقترحات.
ولم يرد الزعبي على مباشرة مبادرة طرحها زعيم المعارضة معاذ الخطيب الذي يرأس الائتلاف الوطني السوري للاجتماع مع فاروق الشرع نائب الاسد اذا بدات السلطات في الافراج عن عشرات الالاف من المعتقلين السياسيين. وكان الخطيب قد قال الخطيب انه سيسحب مبادرته يوم السبت اذا لم تفرج السلطات عن النساء اللائي سجن خلال الانتفاضة.
وقد اعلن الوزير الزعبي في حديث الى التلفزيون الرسمي السوري استعداد دمشق للحوار مع المعارضة لكن “من دون شروط مسبقة”، في ما يشكل ردا على اقتراح رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب. وأضاف “الباب مفتوح لاي سوري يريد ان يأتي الينا ويناقشنا ويحاورنا”، مشددا على “اننا عندما نتحدث عن حوار، نتحدث عن حوار غير مشروط ولا يقصي احدا في النقاش لا اقصاء لموضوع ولا شروط مسبقة”.
وأكد الزعبي أن “التزام الدول الإقليمية بوقف تهريب السلاح والمسلحين إلى سوريا هو مساعدة على إنجاح البرنامج السياسي لحل الأزمة ولكن إذا لم تلتزم تلك الدول بذلك فإن برنامج الحل سيسير كما هو مقرر”.
وقال الزعبي إن “الدولة لا تمارس العنف بالمعنى الذي تمارسه المجموعات المسلحة بل هي تمارس حقها في فرض سيادة وهيبة القانون في البلاد وفرض الأمن والاستقرار”، مضيفا أن “للأمن الإقليمي مفهوما واحدا لا يتجزأ وإذا سادت الفوضى في المنطقة لن ينجو أحد منها بالمطلق والمسألة قد تكون مسألة وقت”.
ولفت وزير الإعلام السوري إلى أن “الحوارات في المرحلة التحضيرية يجب أن تشمل أوسع طيف من السوريين ونحن ذاهبون باتجاه مؤتمر حوار وطني ولا رجعة عن ذلك وجاهزون لدعوة الجميع بمن فيهم التنسيقيات ومن يرمي السلاح للقدوم إلى الحوار ولن يضار أحد ممن يستجيب لهذا النداء الوطني”.