- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

البطريرك الراعي يقيم الصلاة في دمشق

أدى البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي أمس السبت صلوات في كنيسة قديمة بدمشق من أجل انتهاء الحرب الأهلية في سوريا. وزيارة الراعي هي الأولى التي يقوم بها بطريرك ماروني لسوريا منذ استقلال لبنان في عام 1943. ويبلغ عدد أتباع الكنيسة المارونية في لبنان 900 ألف ويمثلون ربع سكان البلاد. وتأتي زيارة الراعي في وقت يشعر فيه المسيحيون في المنطقة بالتهديد جراء صعود تيار الإسلام السياسي. وأيد عدد قليل من المسيحيين الانتفاضة المناوئة للرئيس السوري بشار الأسد إذ يخشون على مستقبلهم في حال اختارت الأغلبية السنية في سوريا قيادة إسلامية لتحل محل نظام حكم أسرة الأسد الذي استمر عقودا.

وتوترت العلاقات بين الزعماء الموارنة اللبنانيين وسوريا وقادوا دعوات تنادي لإنهاء وجودها العسكري في لبنان عام 2005. ولكن منذ اندلاع الحرب الأهلية خشي المسيحيون من دعم المعارضين ضد البعثيين الذين ينتمي إليهم الأسد والذين كفلوا حرية العقيدة للأقليات الدينية.

وانتقد الراعي نفسه الربيع العربي وقال إن العنف وإراقة الدماء تحوله إلى شتاء. ودائما ما يتوخى الراعي الحذر من دعم أي من طرفي الصراع في سوريا ولكنه تبنى موقفا أقرب إلى الأسد بقوله إن “الإصلاحات لا تفرض فرضا من الخارج بل تنبع من الداخل.” وقال الراعي (72 عاما) إنه شعر بالحزن من رؤية الناس وهم يفرون من العاصمة أثناء توجهه إلى دمشق.

ورأى البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يزور دمشق للإحتفال بعيد مار مارون وحضور تنصيب بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي، أن “الاصلاحات لازمة في كل مكان ودولة ووطن وانسان لكنها لا تفرض من الخارج، بل تنبع من الداخل حسب حاجات كل بلد”، معتبرا ان “الاصلاحات تتم بالحوار والتعاون والتفاهم، وهذا ما ندعو اليه”، مضيفاً “إن كان هناك من دور للاسرة الدولية فليكن في هذا الاتجاه”.
ودعا الراعي، أثناء عظته في كنيسة مار أنطونيوس في باب توما “الله ان يلهم ضمائر المسؤولين المحليين والدوليين لوضع حد لدوامة العنف والحرب في سوريا وعلى احلال السلام بالتفاهم والحوار في المواضيع الخلافية”. وأضاف “نسأل الرب بحق كل الدموع والمهجرين والذين يبكون ويتألمون ان يجعل الامهم آلام مخاض من اجل ولادة جديدة وانسان جديد ومجتمع جديد ودولة جديدة تحمل القيم التي يرغبها شعبنا الطيب”.
وتابع “كفى لكل من يمارسون كل هذه المآسي، وكفى للعنف والتدمير وكفى لتهجير المواطنين الامنين ولاذكاء الحرب والقتل والدمار من أي جهة اتى”. وهنأ الراعي المصلين بعيد مار مارون، قائلا “نصلي من أجل السلام في هذه المدينة وفي كل سوريا ولبنان والشرق”.

وأثناء توجهه إلى مذبح الكنيسة لأداء قداس أخذ الراعي يبارك المسيحيين بالصليب قائلا لهم “الله يحميكم.. الله معكم.”

وقال البطريرك لمئات المسيحيين داخل الكنيسة إنه يصلي من أجل “أن يلهم ضمائر المسؤولين المحليين والإقليميين والدوليين ويدفع بهم لوضع حد فوري… للحرب في سوريا العزيزة… وإحلال السلام بالحوار.”

وتخشى الأقليات من صعود الإسلاميين ويعارض المسيحيون والشيعة والأكراد دعم انتفاضة مسلحة يشارك فيها عدد من وحدات المعارضة السنية المتشددة.