- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هيا نصفق للشرطة في العالم العربي

بسّام الطيارة
نقطة على السطر

حق يقال أنا معجب بالشرطة في العالم العربي. نعم «الشرطة» بمؤسساتها (المنظمة) برجالها (الأقوياء) وعتادها (الحديث). هيهات لو نسلمها مقاليد حياتنا بكل مرافقها. فقد أثبتت أنها: قوية متماسكة حديثة معولمة ثابتة على مسلكها و… وهذا الأهم «أمينة» لا تطعن في الظهر.
ظهرت قوة ومهنية الشرطة العربية بمناسبة «الربيع العربي». فقد تكون المؤسسات الوحيدة التي لم تتأثر بنسيمات الربيع العربي من هنا فهي لم تفاجئ البتة بما حصل ويحصل في شوارع المدن العربية. الشرطة ثابتة.مهما سمعته من شعارات «الشعب يريد كذا…» فهي قد دربت لتقمع كل من يشير إليه الجالس على كرسي الحكم. ويطبق على الشرطة العربية قول «كل من تزوج أمي بات عمي».
كل من يجلس على كرسي الحكم يأمر الشرطة وهي تطيع:
مبارك أمر بضرب من يطالب برحيله ففعلت الشرطة وضربت وقتلت.
مرسي يأمر بضرب من يعترض على سياسة أسلمة البلاد فتنفذ الشرطة ما يأمر به.
بن علي أمر بقمع من تحدث عن فساد حكمه وطالب برحيله، فعلت الشرطة فضربت وقتلت وقمعت.
الغنوشي يأمر بقمع معارضي أسلمة تونس فتفعل الشرطة ما يريد تضرب وتقمع وترسل غازاً مسيلاً للدموع.
إنها شرطة روبوت. أياً كان الحاكم ينقر على الزر الأخضر فيتحرك الربوت ليقمع.
لقد نجح وزراء الداخلية في العالم العربي في خلق «جسم شرطة» منفصل عن المجتمع الوطني. جسم مستقل له قوانينه المبنية على الطاعة العمياء لأي أمر يأتي من فوق. طاعة عمياء لا تفكير فيها ولا بحث عن الأسباب ولا المسببات ولا تفكير بالنتائج.
اضرب …يضرب.
حقاً نجح العرب في بناء إدارة واحدة حديثة هي إدارة القمع في الشارع. حقاً نجحت الدول العربية في «تقليد» الدول المتقدمة في بناء «جهاز لا سياسي يعمل أيا كان الرأس الحاكم».
سجل هذا النجاح فقط في الجهاز القمعي. أما الإدارات الأخرى فما زالت «مزارع» يذهب الوزير فتذهب معه مشاريعه … ويدخل الموظفون المحسوبون عليه، من المدير العام إلى الحاجب، في نوم عميق بانتظار عودته أو عودة حلفائه.
هذا لا يحصل في أجهزة القمع.

الدول العربية خطت أول خطوة في رحلة الألف ميل وصولاً للتقدم.  هيا بنا نصفق للشرطة العربية.