- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«ألف ليلة وليلة» بلغة الجسد الروسي في لبنان

بيروت ــ معمر عطوي
أوحت قصص «ألف ليلة وليلة» التراثية الشرقية الى الكثير من المبدعين والموسيقيين والرسامين والشعراء والمسرحيين، فكانت تتجلى قصصها التي تجاوزت المئة قصة، في أعمالهم ومقطوعاتهم بصور مختلفة ومن منظورات متنوعة.
لكن سحر هذه القصص التي ارتبطت بمخيال العديد من أطفالنا منذ قرون، والذين عاشوا مع أبطالها: شهرزاد وشهريار، السندباد البحري، الشاطر حسن، علاء الدين، وعلي بابا والأربعين حرامي وغيرهم، تجلىّ بأبهى صوره نهاية الأسبوع الماضي (7 و8 و9 شباط 2013) على خشبة مسرح «بلاتيا» في ساحل علما قرب مدينة جونية (شمال لبنان).

سحر الكيروغرافيا الروسية تجلى على مسرح بلاتيا، تعبيراً جمالياً صامتاً مُمسرحاً ضمن سينوغرافيا مشغولة بدقة متناهية لجهة الخلفية التي تتناسب مع القصة التاريخية، والموسيقى، والإضاءة التي هي عنصر مهم من عناصر التعبير، إضافة الى الملابس والأزياء التي تناولت حقبات معينة من التاريخ الشرقي، فخرجت هندية تارة وفارسية وتركية تارة أخرى ومصرية فرعونية في سياق من تداخل الحضارات التي قد تُنسب اليها قصص ألف ليلة وليلة.
حركات جسدية متنوعة ومتداخلة في سرديتها وقوتها التعبيريّة أدّاها عدد كبير من راقصين وراقصات الباليه على مدى ثلاثة أيام في المسرح المذكور، بتنظيم من المنتج الفني ميشال الفترياديس وإخراج مؤسس «باليه الكرملين» آندريه بيتروف.
قصة شهرزاد التي أنقذت بنات جنسها بعدما كان الملك الفارسي شهريار يقتل كل إمرأة في الليلة الأولى من زواجه منها، وذلك بسرد قصص يومية جعلته يتعلق بها ويؤجل بشكل متواصل أمر قتلها.
حكاية خيالية حفل بها تاريخ الكتب الأدبية التراثية، فتحولت الى فكرة استطاع الكاتب الأذري فكرت أميروف تحويلها الى نص موسيقى. واستطاع بيتروف أن يجعلها تحفة فنية رائعة مزجت الخيال بالواقع، وخرجت بصورتها التي شارك في صنعها العديد من الفنانين، منهم طاهر سلاخوف على مستوى اختيار تصميم مجموعة من الألوان الملائمة لرقص الباليه وبنفس الوقت لشخصيات القصة، وأولغا بولانسكايا على صعيد اختيار الأزياء.
في اي حال يمكن القول إن عمل «ألف ليلة ليلة» هو لوحة فنية جمعت بين قدرة رقص الباليه على التعبير وبين لعية مسرحية إيحائية تماهت تماماً مع مناخاتها التاريخية. وأهم ما في روحية العمل قدرة المؤدين والمؤديّات على المزج بحرفية بين  تعبيريّة الباليه وشكل الرقص الشرقي الذي تتطلبه مضامين الحكايات الشرقية في «ألف ليلى وليلى».