أكد زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية، راشد الغنوشي، أن المطالبة بتسليم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي من السعودية ستتواصل نظراً لأن الأخير “مجرم، قتل مئات الأرواح، وتاجر بالمخدرات”، مستبعداً “أن يبرئه القضاء”، معتبراً أن “هروبه دليل على تورطه”.
وأوضح الغنوشي، الذي فازت حركته بالغالبية في الانتخابات البرلمانية، في حديث لصحيفة “الشرق” القطرية أنه “يمكن له وقت الحكم عليه أن يقول إنه لا يثق في القضاء، وهو الذي لطالما قال إن القضاء التونسي مستقل”، لافتاً إلى أنه “حتى الآن لم يحاكم بن علي على جرائم القتل، كل ما حوكم فيه هي قضايا أضعف، مثل تجارة المخدرات وتجارة العمل، وهي لا تعتبر بذات القوة أمام قضايا القتل، فالحكومة المؤقتة قصرت في محاكمة بن علي في هذه الجرائم”.
واضاف الغنوشي أن “السعودية قد تتذرع بأننا علينا أن نحاكمه أولاً في جرائم كبرى كقتل الثوار والخيانة العظمى ووقتها يكون الطلب قوياً، وهذا سوف يحدث، ولن تجد السعودية بداً من تسليمه لنا، فوقت أن يثبت القضاء تورطه في الدماء سوف تقوم بتسليمه لأنها لن تقبل بإيواء محدثٍ مثله”.
ونفى الغنوشي “تخوفه من أن تتعرض حكومته الاسلامية لضغوط غربية”، قائلاً إن “من مصلحة أوروبا تحديداً دعم استقرار بلاده حتى لا تواجه ذلك الطوفان من الشباب المهاجرين غير الشرعيين الذي كان ينهمر عليها في عهد المخلوع بن علي”.
كما نفى أن “يكون للعلمانيين اليد الطولى في أحداث الشغب التي وقعت مؤخراً من بعض الشباب إعتراضاً على فوز حزبه بالأغلبية”، لافتاً إلى أن “العلمانيين بريئون من هذه الأحداث وأن من دبرها ونفذها هم فلول بن علي وبقايا نظامه”.
إلى ذلك، دعا الغنوشي إلى “سحب الثقة من النظام السوري والاعتراف بالمجلس الوطني المعارض حاكماً لسوريا”، وتوقع أن “تنجح الثورة السورية في الاطاحة بنظام الأسد وأن تأتي بحكومة إئتلافية قوامها أغلبية إسلامية كما في تونس”.