روبير بشعلاني
لا الوردة الحمراء ولا البيضاء ولا الروز تعوّض القبلة في الحب. العشق رمزه قبلة تختصر الحياة والهيام والصداقة والشوق. القبلة منزلة بين منزلتين, هي بين النجوى والودّ وبين الإستكانة والخٌلّة.
في القُبلة شحنة إذا ما فعلت لغيّرت وجه الحبيب لأنها تصيب القلب من دون استئذان. كيف لا تكون كذلك وقد قيل أن الحبّ جمع حُبّة وهي لباب الشيء وأصله. القبلة تصيب اللب إذا ومن قصد البحر استقل السواقي.
فاترك نفسك تهوي في الهوى إنه ميل النفس الطبيعي ولا تسأل عن الخبرِ. هِب قبلة في عيد العشاق فعطرها اقوى على النفس من وقع الحسام المهنّدِ. عطر القبلة مداه يتعدى عطور الدنيا جمعاء. ألم يقل عنترة :
وَلَقَد ذَكَرتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ – مِنّي وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمي
فَوَدَدتُ تَقبيلَ السُيوفِ لأَنَّها – لَمَعَت كَبارِقِ ثَغرِكِ المُتَبَسِّمِ
ميل الوردة, ومهما قيل فيها, للذبول بعكس القبلة التي من طبيعتها إحالتك الى الصبابة كلما تذكرتها فتثير الشغف عند فرط الوجدِ. الوردة عطر والقبلة فتنة وصبُ ونجوى وودٌ فاختر بربك والخيار غرامُ.
للقبلة عادة شهرة لا تضاهيها شهرة على سطح البسيطة فاشهر قبلتك في عيد للعشاق يشهره. أما هذا العام فأنصحكم بالنوم في عيد العشاق فلا الزهرة ولا الوردة ولا القبلة ستنفعكم بعدما خطفت قبلة “جبهة النصرة” للمثقف ميشال كيلو أضواء العيد منا ولم تبقٍ عشقاً لأحدٍ آخر. بعد إعلان كيلو شعلته “لجبهة النصرة” على الأثير الإنكليزي لم يبقِ للعشاق
إلا دندنة:
لي لذة في ذلتي وخضوعي
وأحب بين يديك سفك دموعي
ما الذل للولهان في شرع الهوى
عار ولا جور الهوى ببديع.
وكل عيد وجميع العشاق بالف خير.