أعلن مسؤولون مصريون وفلسطينيون ان القوات المصرية اغرقت بالمياه انفاق تهريب عبر الحدود الى قطاع غزة في إطار حملة لإغلاقها.
وقال أبو غسان، وهو رئيس عمال يشرف على 30 عاملا في احد الانفاق الذي يمتد نحو 200 متر من سياج الحدود، إن “المصريين فتحوا المياه على الانفاق ليغرقوها”.
وقال مسؤول امني مصري في سيناء إن “الحملة بدأت قبل خمسة أيام، مضيفا “إننا نستخدم المياه لإغلاق الأنفاق عن طريق رفع المياه من احد الآبار”.
وقال أحد ملاك الانفاق إن “الاجراءات المصرية منذ أن استلم (الرئيس محمد) مرسي أصبحت اسوأ. اخواننا في حماس اعتقدوا ان الامور ستنفتح لكن يبدو انهم كانوا مخطئين”.
وأضاف “قد يكون هناك حوالي 150 الى 200 نفق تم اغلاقهم منذ مجيء مرسي إلى الحكم”.
ويخشى أصحاب الأنفاق من أن تؤدي المياه التي تم ضخها إلى انهيار الممرات ما قد تكون له عواقب كارثية.
وتمثل شبكة الأنفاق شريان حياة حيوي لقطاع غزة إذ ينقل عبرها ما يقدر بنحو 30 بالمئة من إجمالي البضائع التي تصل إلى غزة والتي تخفف حدة الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ ما يزيد على سبع سنوات.
ورأى مراسلو رويترز أحد الأنفاق التي تستخدم في نقل الأسمنت ممتلئا بالمياه يوم الأحد (10 فبراير) وخرج منه عدد من العمال مسرعين خوفا على سلامتهم. وقال سكان محليون إن نفقين آخرين غمرا بالمياه أيضا وإن المصريين ضخوا المياه فيهما عمدا.
وقال فلسطيني من غزة يدعى أحمد الشاعر ويعمل داخل الأنفاق إن أحد أقاربه لاقى حتفه داخل نفق العام الماضي بعد أن انهار عليه.وأضاف “المي لما بتعلي العلي هذا بصير تريحات في أجناب النفق.. تريحات.. الأرض بتشرب مياه بتثقل بعد فترة بسيطة. وأنت ماشي من تحتها لا تشكل عليها واحد في المئة خطر ولا هي طايحة عليك بتقتل وضحايا والبني آدم بروح ضحية من الضحايا اللي راحت.”
لكن عمال الأنفاق الفلسطينيين ما زالوا مصممين على الاستمرار رغم المخاطر. وأضاف أحمد شعبان قوله “ما احنا منخاطر ونموت ونقايس على حالنا عشان نقدر نجيب لقمة العيش. أنا نضحك على حالنا ونشتغل بالساعة وبالساعتين.. مفيش.. على الفاضي. إذا ما عملناش ما نقدرش نوفر واحد في المئة ونعيش حياتنا الطبيعية. واحنا الحمد لله هيك موفرين أمور خفيفة للشعب وهينا مندخل أسمنت.. مندخل حديد.. مندخل بضائع.. مندخل مواد غذائية.. ايش يحتاج أي واحد.”
وأثارت الخطوة دهشة وغضب حماس التي تسيطر على القطاع والتي تأمل في علاقات أفضل كثيرا مع مصر بعد انتخابات العام الماضي التي جاءت بالرئيس الإسلامي محمد مرسي. وأكد مسؤول من حماس أن مصر تستهدف الأنفاق مجددا. ولكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل ورفض التكهن بتوقيت الحملة التي بدأت بينما كان قادة الفصائل الفلسطينية يجتمعون في القاهرة لمحاولة إنهاء الخلافات بينهم.
وقالت حماس يوم الإثنين (11 فبراير) إن المحادثات التي توسطت فيها مصر والتي تهدف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وحل الخلافات بين الساسة في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة لم تسر بشكل جيد لكنها لم تفشل. وقتل ستة فلسطينيين في يناير كانون الثاني في انفجار داخل نفق ليزيد عدد القتلى بين العاملين في الأنفاق إلى 233 قتيلا منذ 2007 وفقا لبيانات جماعات مدافعة عن حقوق الانسان في غزة بينهم نحو 20 قتلوا في هجمات إسرائيلية مختلفة على الحدود.
وفي وقت ما كان هناك ما بين 2500 و 3000 نفق يمر تحت السياج الحدودي لكن شبكة الانفاق تقلصت بدرجة كبيرة منذ عام 2010 عندما خففت إسرائيل بعض القيود التي تفرضها على الواردات إلى القطاع.
وأغلقت عشرات الأنفاق منذ أغسطس آب الماضي في أعقاب مقتل 16 جنديا مصريا في هجوم شنه مسلحون قرب الحدود مع غزة. وقالت القاهرة إن بعض أولئك المسلحين عبروا الحدود إلى الأراضي المصرية عن طريق الأنفاق لكن الفلسطينيين نفوا ذلك. وأمرت السلطات المصرية على الفور بشن حملة على الأنفاق.