- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

BLUE CARD الألمانية تستقطب أدمغة الدول النامية

معمر عطوي
يبدو أن سياسة الدولة الألمانية الاتّحادية لاستقطاب المهاجرين الأجانب من ذوي الاختصاصات الجامعية والمؤهلات المهنية التي يحتاجها سوق العمل لديها، قد بدأت تؤتي ثمارها.
فألمانيا التي ظلت لعقود تعيش عقدة الذنب تجاه الأجانب، بسبب ما ارتكبته سلطات النازية إبان حكم الزعيم القومي العنصري أدولف هتلر (1933- 1945) بحق الأعراق الأخرى غير الجرمانية، دفعت ثمن هذه العقدة من باب المسؤولية الأخلاقية عن مصير كل مضطهد في بلده يلجأ الى هذه الدولة الأوروبية.
فتوقيع برلين على اتفاقية جنيف لحقوق الانسان ألزمها باستقبال كل انسان مضطهد في بلده بسبب الدين أو العرق أو اللون أو اللغة، وباتت الدولة الصناعية الكبرى في أوروبا مضطرة لاستقبال فئات اجتماعية ذوات تعليم متدنٍ لا تشكل حاجة صناعية أو اقتصادية أو أكاديمية للبلد المُضيف. مع ما رتب ذلك من تكاليف باهظة دفعها صندوق المساعدات الاجتماعية لهؤلاء.
لكن السياسة الجديدة التي بدأتها برلين منذ العام الماضي بشكل فعلي، تقتضي استقبال كفاءات وخبرات في مجالات معينة مثل الطب والهندسة والالكترونيات وعلوم الكمبيوتر والصيدلة وبعض المؤهلات المهنية التي ترفد مصانع هذه الدولة ومرافقها الاقتصادية.

لهذا كانت فكرة انشاء البطاقة الزرقاء أوBLUE CARD التي يعتمدها معظم دول الاتحاد الأوروبي، فكرة ناجعة على صعيد تحويل الهجرة الى ألمانيا من هجرة شرائح فقيرة مُضطهدة وقليلة التعليم تبحث عن العمل في أي مجالات مُتاحة، إلى هجرة أدمغة- بكل ما للكلمة من معنى-، بحيث تصبح ألمانيا قبلة العلماء والمهندسين والأطباء، الذين لم تحضنهم بلادهم في العالم النامي، فيتوجهون نحو الشمال في موسم هجرة استثنائي قد لا يتكرر. مع العلم أن من بين المهاجري أيضاً أميركيون.
من هنا سلطت المجلة الألمانية الاقتصادية “Wirtschaftswoche”
الضوء على هذه القضية في عددها هذا نهاية الأسبوع الماضي.
ونقلت المجلة عن وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش (حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي) قوله: «إننا بذلك نجذب المهنيين المؤهلين تأهيلاً عالياً من جميع أنحاء العالم إلى ألمانيا».
وفي تقرير للمجلة الأسبوعية نقله المركز الألماني للإعلام على موقعه الالكتروني، أفيد بأن 4.126 أجنبي حصلوا بالفعل على تلك البطاقة الزرقاء خلال الشهور الست الماضية، أي منذ بداية العمل بهذا النظام في آب 2012، فيا كان من المتوقع إصدار 3600 بطاقة فقط للسنة الأولى بالكامل.
وتبين أن الهند هي المصدر الأكبر للمتقدمين للحصول على البطاقة الزرقاء، حيث بلغ عدد المهاجرين من هذا البلد الآسيوي 983 فرداً.
كما تأتي المجموعة الصينيية لتمثل ثاني أكبر مجموعة بتعداد بلغ 398 فرداً، يليهم الروس والأميركيون.
ويبلغ الحد الأدنى للأجور في المهن التي تعاني ألمانيا فيها من نقص شديد في العمالة 36192  سنوياً كشرط للحصول على البطاقة الزرقاء.
أما في المهن الأخرى فيجب الا يقل الأجر السنوي للأكاديميين عن 46400 يورو للحصول على البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي.