- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أسرار الضربة الإسرائيلية على سوريا حسب الجنرال أبل برتيناكس

جورج مالبرونو

قبل فجر يوم الاربعاء في ٣٠ كانون الثاني/يناير ٢٠١٣، قام الطيران الاسرائيلي بقصف هدف في الأراضي السورية. في عملية مشابهة لما سبق وقام به في أيلول عام ٢٠٠٧ عندما قصف قرب دير الزور نا يشتبه بأنه «مفاعل نووي». حتى الآن ما زال هدف الضربة الأخيرة مجهول وإن تحدث البعض عن حدوث ضربة ثانية غير مؤكدة.
أسئلة كثيرة أثارها هذا الهجوم: ماذا استهدف؟ كيف عرفت إسرائيل بأن تحركاً ما يهدد أمنها؟ ما هي دوافع تل أبيب؟ ثم لماذا لم تدافع سوريا عن نفسها؟
يبدو أن مركز الأبحاث العلمية في جمرايا القريب من الحدود اللبنانية كان هدف الهجوم. وهو مركز أبحاث كيميائي يصنع المواد الكيميائية التي تدخل في تركيبة غازات القتال، ولكن يبدو أنه مركز اأبحاث بيولوجية أيضاً ومن هنا تسمية (B&C) العسكرية، ووهو معروف من قبل الغربيين منذ مدة طويلة وبالطبع يعرف بوجوده الإسرائيليون. إذا لماذا هذه الضربة في هذا الوقت بالذات؟ يبدو أن الجيش الإسرائيلي علم بأن يجري تحميل «مواد حساسة» على ظهر شاحنات مموهة. وقد تم ضرب هذه القافلة داخل المجمع بطريقة «جراحية» ولم يستهدف المجمع بالذات، لأن ضربه كان يمكن أن يتسبب بتسريبات قد تثير الرأي العام العالمي.
لكن كانت هذه القافلة موجه؟ في غالب الظن كانت وجهة الشاحنات حزب الله اللبناني، فحزب الله يساعد الرئيس السوري في مواجهة الانتفاضة والأسد لا يرفض للحزب أي طلب. حتى الآن لم يقم بشار الأسد بتسليم الحزب أسلحة دمار شامل، ولكن قد يكون اليوم مستعداً لهذه الخطوة. وقد برهنت الأحهزة الإسرائيلية بأنها متأهبة لهذه الخطوة. وهذا الهجوم هو لتأكيد ذلك.
تحدثت بعض الوسائل الإعلامية والمصادر اللبنانية عن عن ضرب قافلة على الحدود اللبنانية السورية. في حال صحت هذه المعلومات يكون هذا هدفاً غير مهم البتة فإسرائيل على علم بهذا «الشريان» من تدفق الأسلحة الروسية والصينية  بين سوريا ولبنان أو بين إيران ولبنان. وهي قوافل تنقل بطاريات صواريخ أرض-جو من نوع «Grizzly SA-17» الروسية وهي تشكل سلاح مضاد للطيران فتاك إذ أنه متنقل ومن الصعب تحديد مكانه لضربه، ويعرف أيضاً بـ «9K37M1-2» أو «Buk-M1-2 » ويستعمل ضد الطيران متوسط الارتفاع لحماية المشاة والمراكز الحساسة. ولكن هذا النظام يمكنه أن يشكل منظومة مضادة للصواريخ، كما يوجد له متفرعات مضادة للمدرعات والبارجات، ما يجعله سلاح رهيباً في أيدي المليشيا الشيعية في حال عودة الاقتتال.
حسب عدة مصادر متقاطعة يبدو أن الهجوم استهدف الحالتين، ما دفع الإسرائيلين لضرب القافلة في تحرك شبيه بما حصل عام ٢٠٠٩ في السودان حين ضربت قافلة سلاح إيرانية موجهة لتسليح حماس في غزة.
ولكن كيف يمكن لإسرائيل متابعة نقل الأسلحة لأعدائها؟ ما هي الاستعدادات الدائمة لمراقبة كل ما يتهدد أمنها؟
يوجد أولاً العامل الاستخباراتي الإنساني أي الجواسيس الذين يعملون على الأرض لكشف مستودعات حزب الله في لبنان وسوريا. كذلك توجد الطائرات من دون طيار التي تخرق يوميا المجال الجوي اللبناني رغم وجود اليونيفيل. ويحاول حزب الله قدر المستطاع نقل أسلحته عندما تكون الأحوال الجوية عاطلة إذ أن الطيران الإسرائيلي يكون «أعمى» في هذه الأحوال.
أضف إلى أن إسرائيل باتت عضواً في النادي الخاص جداً لمن يصنع ويطلق ويستعمل أقماراً صناعية. وللدولة العبرية ثلاث أقمار حالياً من نوع «أوفك» (Ofek) وقمر اتصلات من نوع «أموس» (Amos) وقمر صناعي يلعب دور رادار «تم ستار» ( TecSar) أطلقته عبر صاروخ هندي. وكافة الأقمار الصناعية الإسرائيلية تدور حول الأرض عدة مرات في الـ٢٤ ساعة ما يمكنها من متابعة المراقبة عن بعد. لقد أمن هذا الخيار التكنولوجي الذي تصرف عليه إسرائيل الملايين قدرة على تتبع الأخطار المحدقة بها.
(غداً ما هي دوافع اسرائيل للهجوم على سوريا)