- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حزب الله في ركاب الانعزالية المارونية

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

لماذا يقف حزب الله إلى جانب الـ «قانون الأرثوذكسي»الذي يقول بان: ناخب من مذهب معين ينتخب النائب عن مذهبه فقط؟
لماذا لا يرى القيمون على حزب الله الفخ الذي ينصبه هذا القانون لهم بتسليط الضوء على «شيعيتهم» وسحبهم من موقع المدافعين عن لبنان كوطن والمقاومين ليصبحوا مدافعين عن الشيعة في لبنان.
أخطاء كثيرة يرتكبها حزب الله منذ انطلاق الثورة السورية.
يقولون ويقال: إن سقوط النظام السوري يقطع طرق تموين الحزب بأسلحة للمقاومة. «قد» يصح ذلك، و«قد» يبرر دعم الحزب للنظام …خصوصاً في ظل تصريحات معادية للحزب أطلقتها المعارضة منذ انطلاقتها. هذا  على الصعيد الإقليمي. ولكن هل يكون درء هذا الخطر بانعزالية على الصعيد الداخلي؟
خطأ كبير أن يدعم حزب الله توجهاً إنعزالياً طائفياً مذهبياً في لبنان. فهو يعطي خصومه حججاً كانت تنقصهم عندما كانوا يتهمونه بأنه حزب شيعي يقاوم شيعياً وينزعون عنه صفة المقاومة الوطنية.
ألا يرى حزب الله الفخ «الانعزالي» الذي يمده أمامه تحالفه مع «الحالة العونية» التي ركبتها «حالة مارونية» تقود نحو «حالة انعزالية» تذكر بانعزالية ١٩٧٥؟
ألم ير أن الحالة العونية بدأت بتأجيج الانتقادات لـ«اللاجئين السوريين» بينما في عام ١٩٧٥ بدأت بتأجيج ضد “اللاجئين الفلسطينيين”؟
ألا يرى حزب الله أن هذا التوجه الإنعزالي يخدم إسرائيل بالدرجة الأولى؟
منذ سنوات وتعمل الدولة العبرية على اكتساب صفة «يهودية»، فيما يرفض العرب والفلسطينيون تقديم هذا التنازل من وجهة نظر قومية خوفاً من توصيف ديني مذهبي للقضية الفلسطينية قضية العرب… وكان الجميع ينظر إلى لبنان كمثال للتعايش بين الطوائف والمذاهب.
ويأتي حزب الله اليوم ليقبل بهذه «الهدية الانعزالية» المفخخة من طرف حليفه؟
كيف يقع الحزب في مثل هذا الفخ؟ وهل هو بحاجة لهذا القانون كي يحصل عل نواب له في البرلمان؟ أم أنه يراضي «آلحالة العونية»؟
على كل عاقل أن يرى (ملتفتاً إلى الوراء) أن الجنرال عون يقود فريقه نحو حائط مسدود، فهو بخلاف عقائدي الكتائب والقوات الذين يعلنون منذ وجدوا تمسكهم بـ«مارونيتهم» للبعض و«مسيحيتهم» للبعض الآخر، فإن عون حين «هرب» إلى فرنسا كان يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين منهم عديدون من الطوائف الأخرى، حتى أن نذكيرهم آنذاك بأن الجنرال قصف بيروت كان لا يفيد بإبعادهم عن أفكاره «كرجل دولة»… كما كانوا يقولون. ولكن ما أن عاد الجنرال إلى لبنان  حتى «حشر» نفسه في دائرة مارونية ضيقة سعياً وراء أهداف ضيقة جعلته يصطف كما يصطف بقية رجال السياسة في لبنان أمام دكان صغير.
اليوم نفهم «لقاء كنيسة مار مخايل في الشياح» واتفاق حزب الله والعونيين. اليوم نفهم أن الجنرال لم يكن يسعى لانفتاح الشياح (منطقة مارونية) على الغبيري (منطقة شيعية) بل كان يريد فقط عزل الشيعة عن بقية الوطن اللبناني كما هو هدفه عزل الموارنة داخل وطنهم لبنان.
حذار يا حزب الله! فإن الإنعزالية تغذي الحروب الأهلية في لبنان: تذكر ١٨٦٠ …١٩٥٨ …١٩٧٥ … ١٩٨٩…وفي الحروب الأهلية لا مكان لأسلحة المقاومة … كما يعلم الجميع.