- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هل تضع واشنطن يدها على النووي الباكستاني؟

مولد «خشاب» النووي

بسّام الطيارة

عاد الحديث عن «وضع يد واشنطن» على الترسانة النووية الباكستانية إلى واجهة التداول، إلا أنه لا يأتي هذه المرة من واشنطن بل من إسلام أباد «المتخوفة جداً من ضربة أميركية لوضع اليد أو لتخريب منشئاتها النووية» حسب قول خبير فرنسي في شؤون الإرهاب لـ«أخبار بووم». ويشير الخبير بأن قلق كبار المسؤولين الباكستانيين بدأ بعد عملية القوات الأمريكية الخاصة التي نزلت في  بلدة أبوت اباد وقتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، خصوصاً وأن هذه البلدة  تبعد نحو ساعتين عن إسلام أباد وتضم منشأات عسكرية مهمة جداً منها الأكاديمية العسكرية وعدد من «منازل كبار العسكريين» وأنها حصلت «من أن تلفت أنظار أجهزة الرقابة الكثيفة في هذه المنطقة» ما يشير إلى وجدو تواطؤ مع بعض «فصائل قوى الأمن العسكري الباكستاني». ويضبف الخبير في الإهاب أن أقلية محدودة جداً من كبار المسؤولين في باكستان لا يعارضون «مبدأ نزع السلاح النووي بشكل سري أي إبقاء التهديد النووي من دون السلاح»، بشكل يطمئن الأحهزة الأميركية التي تتخوف من وضع متطرفين إسلاميين يدهم على هذا السلاح. ويرون في هذا الحل «ردع للهند عبر الغموض النووي وطمأنة للواشنطن والغرب».

وقد جاء الجدل الأخير بين وزارة الخارجية وبين مجلة أتلانتيك الأميركية ليؤكد على الوضع المرتبك في العلاقات بين البلدين. وكان جيفري جولدبيرج ومارك امبيندر قد كتبا تحقيقاً يقولان فيه إن باكستان «مكان أمين» للمتشددين يمكنهم طلب الاسلحة النووية أو المواد النووية منه بسبب ضعف الحكومة إلى جانب اختراق المتعاطفين مع الجهاديين لقوات الامن والأجهزة الباكستانية.

وأشار المقال إلى قلق  باكستان إزاء النوايا الامريكية تجاه ترسانتها النووية وقال الكاتبان «أنها تبذل جهداً كبيراً لاخفاء أسلحتها». كما ورد في المقال أن المسؤولين الامريكيين أصبحوا غير راضين بشكل متزايد عن جهود باكستان للتخلص من المتعاطفين مع الجهاديين بين أفراد الجيش وقوى الأمن وخصوصاً العاملين في أجهزة أمن الدولة. وهو ما يسبب خشية لدى  باكستان من أن يكون لدى وزارة الدفاع الامريكية خطة لنزع أسلحتها النووية. ويقول الكاتبان نقلاً عن مصادر لم تذكر أسماءها أن تلك المخاوف لها أساس.

ويسرد المقال تفاصيل عن خطط طارئة تتضمن مئات من القوات الخاصة الامريكية مدربة على تأمين أسلحة الدمار الشامل والتي ستتدفق على البلاد وتبطل مفعول الترسانة النووية الباكستانية أو تستولى عليها في حالة انهيار الدولة أو حدوث انقلاب من جماعات جهادية.

وقد رفضت باكستان يوم ما أوردته مجلة أمريكية الذي جاء فيه وصف لإسلام أباد بأنها «حليف من الجحيم» لواشنطن.

ووصف بيان من وزارة الخارجية الباكستانيةالموضوع بأنه «محض خيال ولا سند له وله دوافع» مضيفاً بأن «ظهور مثل تلك الحملات ليس بالامر الجديد، وأن وراءها أوساط معادية لباكستان.».