زينه حمد*
على الرغم من انتصارات، من أجلها أستحقُ دورة أخرى من هذه الحياة ولكن بنسختها المُحسَّنة،
ومن هزائم، بسببها لا أناشد الربّ بمنحي فرصاً نحاسية لاستكمال دورة حياتي الحالية، وعلى الرغم من المفارقة الجلية بين حذاء أمي ورؤوس محسوبة على البشرية،
على الرغم من ذلك كله، وفي آخر كل ليل، يُنهَك مُحيايْ، فأرمي بنفسي فوق أكوام، على وجهي، أغفو بعد سنين و3 ساعات، فأصحو ولحم وجهي مصهور مُذاب على بعضه، فلا أراني إلا وأنا أرْشُقْني بماء بارد، لتعود ملامحي وتتموضع في مستقرها الطبيعي
ثم أقرأ آخر الأخبار العربية وأهم التحركات الأخيرة بحثاً عن سهم يشير الى أمل، فلا أجد سوى سهماً مكسوراً، والجزء المكسور مفقود، فأتمتم: شو هالهَمَلْ؟!
ثم أعاود التنقيب والتمحيص عَلّني أتَهْتُ خبراً هنا أو هناك… فلا أجدْ
وفي تلك اللحظة بالذات، أتذكر قطّتنا البرية التي تأتينا كل ثلاثة أشهر حاملاً، فأَضْحَكْ!
في بلادنا، مساحات لا نهائية للقتل وتقطيع اللحم، ألف وستون سماء لطائرات العدو، في بلادنا، جوف الأرض يتسع لملايين بل بلايين الأطنان من النفايات النووية، هذا عدا عن الفحم الأحفوري ومُقَلْ، جِمَال وقرون غزلان شاءت الأرض أن تحتضنها عميقاً دون أن تتحلّل، في بلادنا هناك دائماً متّسع للكراهية، ونوافذ للأذى، وجدران تتوسطها فجوات تذرف سيولاً وبعض دمع
في بلادنا وعلى جوانب الطرق الرئيسية دائما والفرعية أحياناً، لا بدّ لك أن تجد أسطال، جوفاء..تستجدي.. وشرطي سير
ألف بيت ومئة مبنى أصمّ، وأصنام تمشي على أقدام، وشجرة تقف بعيداً على خجل
في بلادنا، هناك فضاء لكل شيء، كل شيء إلا للحب.
*ناشطة وكاتبة اردنية