- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مضحك ذكاء الإسرائيليين !

بسّام الطيارة
نقطة على السطر
يقال إن الإسرائليين أذكياء ومتفوقين. طبعاً قد يصح هذا إذا نظرنا إلى المستوى الجامعي وللصناعات المتطورة التي تتميز بها إسرائيل. ولكن هذا الواقع لا يعود لأسباب عنصرية، ولكن لكون الدولة العبرية تنفق ٤٠ في المئة من ميزانيتها على التعليم والبرامج التربوية.
رغم كل هذا لا يبدو أن الإسرائيليين (أو أغلبيتهم) يفقهون شيئاً في علم الرياضيات وبشكل خاص قسم المعادلات والرسوم البيانية.
يدرك كل طالب وصل إلى مستوى الصف الثالث تكميلي أي قبل ثلاث سنوات من دخول الجامعة، وفي كافة بلدان المعمورة، أن لكل خط بياني معادلة ولكل معادلة خط بياني. فإذا وجد حل للمعادلة يمكن تتبع الخط البياني إلى اللانهاية من دون أن يتغير منحنى الرسم.
هذا ما يبدو أن الإسرائيليين يجهلوه.
مضحك هذا الأمر!
منذ سنوات والجميع يحذر إسرائيل من أن تصرفاتها تقودها إلى معادلة مساوية لـ«حل على طريقة أفريقيا الجنوبية»، في إشارة إلى قضمها للأراضي الفلسطينية بشكل لم يعد يسمح بحل «دولتين» وبالطبع فإن هذا سوف يقود إلى إنشاء  ثلاثة أو أربعة «بانتوستان» أي تجمعات سكانية فلسطينية غير متواصلة تشكل مخازن لليد العاملة الرخيصة أي تكوين حالة مشابهة لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
أشار الجميع ومعظمهم من «حماة مؤيدي إسرائيل» إلى المعادلة وأصبعهم يشير إلى الرسم البياني الذي يقود نحو انهيار الدولة العبرية بشكل مشابه لانهيار نظام الفصل العنصري في جوهانسبورغ. ولكن الإسرائيليين (أو أغلبيتهم) ينظرون إلى الأصبع بدل من أن ينظروا إلى أين يصل الخط البياني في رسم المعادلة.
والرياضيات «علم بارد»! إذا أعطينا معادلة «لا يمكن مهما حصل» إلا أن يتبع الخط البياني رسم المعادلة. وأهل إسرائيل من حيث لا يدرون «يغذون» هذه المعادلة بمعطيات تقود مباشرة إلى الرسم البياني لمعادلة أفريقيا الجنوبية.
فبعد حائط الفصل العنصري، والطرق الإلتفافية المخصصة للإسرائيليين، والحواجز العسكرية على مداخل القرى المحاصرة، ها هم يشرعون في تخصيص باصات للفلسطينيين ويمنعون هؤلاء من ركوب باصات الإسرائيليين، تماما مثل قوانين الفصل العنصري في أفريقيا الجنوبية.
ماذا سيقول الأميركيون الذين ما زالوا يذكرون «روزا بارك» التي كانت أول إمرأة «سوداء» ترفض الجلوس في المكان المخصص لها في الباص في ألباما عام ١٩٥٥ ما شكل انطلاق موجة انهيار الفصل العنصري في الولايات المتحدة، والتي كرم ذكراها «الرئيس الأسود» باراك حسين أوباما؟
كل القوانين التي تسنها إسرائيل مخالفة للأعراف والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. كل النصائح التي تأتيها من أشد المتحمسين لها تنبهها من «الحائط الذي ينتظرها». ومع ذلك لا حياة لمن تنادي.. الإسرائيليون صموا آذانهم وغلفوا عقولهم بغلاف القوة فقط، ولا يريدون أن ينظروا إلى الخط الذي ترسمه معادلة هذه القوانين العنصرية.
مضحك هو ذكاء هؤلاء الإسرائيليين (أو أغلبيتهم).
لا يسألون أنفسهم:بما يختلف نتانياهو عن «بيك بوتا» آخر رئيس لجمهورية أفريقيا الجنوبية؟
لا يريدون أن يروا أن لا شيء يميزهما فكلاهما يحمل من العناد السياسي ما يمكن وصفه بالعمى السياسي. قادت المعادلة بوتا ليحمل بنفسه مفتاح سجن مانديلا ويفتح له باب الزنزانة ويسلم «الرجل الأبيض» الحكم. المعادلة نفسها ستقود إلى رسم مطابق… رياضياً … لا مجال للخيار.
الرياضيات «علم بارد». والرسم لا يمكن أن يأتي إلا مطابقاً للمعادلة. ومضحك تفكير الإسرائيليين (بالطبع أغلبهم وليس كلهم إنها الديموقراطية).