- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عاطلات بلا عمل يطالبن بالمساواة – بقلم داوود ابراهيم

ليس من خطأ في العنوان. هناك في العالم الكثيرات من العاملات والعاطلات عن العمل طبعا، ولكننا بصدد تناول ظاهرة محددة ويختص بها عالمنا العربي ولبنان تحديدا. إنها مأساة العاطلات بلا عمل. يبدأن نهارهن بممارسة دور ربات العمل، على تلك المخلوقات الضعيفة الوافدة تحت مسمى “عاملات المنازل”. إنها وظيفة جديدة قديمة تعرف عليها لبنان بعد الحرب، حيث كانت في الماضي عاملات منازل من القرى النائية يعملن لدى بعض العائلات المعروفة والقليلة العدد.
أما اليوم فالعاملات يأتين من قرى نائية خلف البحار، ومعظمهن لا يتقن اللغة العربية او اي لغة بمتناولنا، والأدهى أن ربات البيوت عربيا ولبنانيا أصبحن يتعاملن مع وجودهن كما لو كن من أساسيات الزواج والمنزل.
العاطلات بلا عمل من مختلف المناطق والطوائف والأطياف، يبدأن نهارهن بعد ذهاب الأولاد الى المدارس بساعات، “ألم تقم تلك البقرة بإطعامهن وإرسالهن الى المدرسة؟”. هكذا تبرر الوالدة النكدة صباحها المتأخر. عذرا من البقرة ومن تلك السيدة التي اضطرتها ظروف بلادها الاقتصادية ان تتحول الى عاملة في منزل “عربية” حتى لا نستعمل تسمية أخرى. ينتظر العاطلات عن العمل نهار طويل، بين صبحيات نميمة في منزل إحداهن أحيانا، أو في مطاعم “التشاوف الاجتماعي” أحيانا. لا بأس ستهتم تلك المخلوقة الضعيفة بإطعام الزوج والأولاد ظهرا، فصبحية الست مستمرة حتى موعد القيلولة.
ممنوع الإزعاج حتى المساء.
في المساء جلسة محاسبة لتلك التي أمضت نهارها في العمل في تنظيف المنزل، إطعام الأطفال والزوج صباحا وظهرا ومساء. مهلا نسيت المسكينة غسل السيارة يا ويلتاه. بعد التوبيخ وبعض الانفعالات البشعة تتذكر ربة المنزل ان على تلك العاملة الذهاب معها الى منزل الجدة حيث ينتظرها عمل آخر قد يبدأ بالمنزل وينتهي بالحديقة أو البستان وأحيانا عند الجيران. وفي السهرات تطل إحداهن ممن نسيت اصدار أواخر أوامرها لتلك المسكينة في المنزل، لتحاضر بالمساواة بين الجنسين. مع التذكير إنها وغيرها من العاطلات بلا عمل لا يقبلن القيام بوظيفة فهن ربات قرارهن وقرار المخلوقات الضعيفات المدعوات زورا عاملات المنازل.