- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

توتر شديد بين كرزاي والإدارة الأميركية

صعد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي انتقاده لواشنطن يوم الأحد أثناء زيارة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل مما يسلط الضوء على التوتر بين البلدين الحليفين اللذين يكافحان من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان قبل انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي.

واتهم كرزاي الولايات المتحدة وحركة طالبان بالتواطؤ من أجل إقناع الأفغان بضرورة وجود القوات الأجنبية للحفاظ على السلام في البلاد بعد العام المقبل عندما يحين موعد انسحاب معظم القوات القتالية. وقالت الحكومة الأفغانية إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة والأفغان العاملين معها يسيئون معاملة الطلاب الجامعيين ويعتقلونهم ودعتهم للتوقف عن ذلك.

وفي معرض إشارته إلى تفجيرين وقعا يوم السبت وأسفرا عن مقتل 17 شخصا قال كرزاي إن الهجومين كانا يهدفان إلى إقناع الناس بأن طالبان ستعود إذا انسحبت القوات الأمريكية. وقال الرئيس الأفغاني أمام تجمع للاحتفال بيوم المرأة العالمي “هاتان القنبلتان… خدمتا الأمريكيين من أجل الإبقاء على الأجانب في أفغانستان فترة أطول.. من أجل إبقائهم هنا.”

وتطالب الحركة منذ أعوام بانسحاب القوات الأجنبية ولم تبد قط أي رغبة في بقائها. وكثيرا ما أصدر الرئيس الأفغاني تصريحات حادة ينتقد فيها الولايات المتحدة التي تربطه بها علاقة يشوبها التوتر.

ومن بين القضايا الرئيسية في جدول أعمال محادثات كرزاي وهاجل قضية حجم القوات الأمريكية التي يمكن أن تبقى بعد انسحاب معظم القوات القتالية بحلول نهاية 2014 .

وقال مسؤول أمريكي إنه تم إلغاء مؤتمر صحفي مشترك كان من المقرر أن يعقده كرزاي وهاغل بسبب مخاوف أمنية.

وذكر الرئيس الأفغاني أيضا أن طالبان والولايات المتحدة تجريان محادثات في قطر “بشكل يومي” لكن الحركة المتشددة وواشنطن نفتا استئناف الجهود الرامية لاستئناف الحوار الذي توقف قبل عام.

وقالت الحكومة الأمريكية إنها لا تزال ملتزمة بتحقيق المصالحة السياسية التي تتضمن إجراء محادثات مع حركة طالبان إلا أن إحراز تقدم يتطلب اتفاقا بين الحكومة الأفغانية والمتشددين.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه عندما سئل عن تصريحات كرزاي بشأن المحادثات “هذا ببساطة غير صحيح.”

ونفى المتحدث باسم طالبان في أفغانستان ذبيح الله مجاهد استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة وقال إنه لم يتم إحراز تقدم منذ تعليق المحادثات. وأضاف “طالبان ترفض بشدة تصريحات كرزاي.” وتسعى حكومة كابول جاهدة لدفع طالبان إلى إجراء مفاوضات قبل انسحاب أغلب القوات الأجنبية.

ولم يجر مسؤولون أفغان محادثات مباشرة مع طالبان التي أطيح بها عام 2001 وأثبتت قدرتها على الصمود بعد أكثر من عشر سنوات من القتال ضد القوى الغربية. ويسعى دبلوماسيون أمريكيون إلى توسيع المحادثات التمهيدية مع طالبان والتي بدأت سرا في ألمانيا أواخر عام 2010 بعد أن عرضت طالبان فتح مكتب تمثيل لها في قطر.

وأشارت باكستان قبل عدة أشهر إلى أنها ستدعم عملية السلام من خلال الإفراج عن محتجزي طالبان الأفغانية الذي قد يساهمون في تعزيز عملية السلام. لكن لم تظهر أي مؤشرات ملموسة على أن هذه الخطوة أدت إلى تقدم في عملية المصالحة.

وكان هاغل وصل إلى أفغانستان يوم الجمعة في أولى جولاته الخارجية بعد توليه منصبه. وتتزامن زيارته مع انقضاء مهلة فرضها كرزاي كي تغادر قوات أمريكية خاصة إقليم وردك بعد أن اتهمها كرزاي بالإشراف على التعذيب والقتل في المنطقة. ونفت القوات الأمريكية تورطها في أي انتهاكات وليس من الواضح ما إذا كانت ستغادر وردك خلال هذه المهلة.

وقالت الحكومة الأفغانية في بيان إن إساءة معاملة الطلاب الجامعيين واحتجازهم يمثل انتهاكا للسيادة وطلبت من القوات التي تقودها الولايات المتحدة وقف ذلك. وذكرت الحكومة في قرار لها أن على قوات الأمن ومسؤولي الجامعات منع القوات الأجنبية من دخولها.