قال أنطونيو غوتيريس مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الأحد إن عدد اللاجئين السوريين قد يصل إلى ثلاثة أمثال المستوى الحالي البالغ مليون لاجيء مسجل بنهاية 2013 اذا لم يجر التوصل لحل سياسي للصراع.
وتم تسجيل اللاجيء رقم مليون في الأردن يوم الأربعاء الماضي بعد تسارع كبير في معدل فرار المدنيين من ديارهم خلال أول شهرين من العام الجاري. وبدأ السوريون يتقاطرون خارج بلادهم قبل نحو عامين عندما أطلقت قوات الرئيس السوري بشار الأسد النار على محتجين يطالبون بالديمقراطية بوحي من انتفاضات الربيع العربي في دول أخرى. وتحولت الانتفاضة منذ ذلك الحين إلى صراع مسلح بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية والميليشيات الموالية للنظام. وهناك ما يقدر بنحو 70 ألف شخص قتلوا.
وتقول مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن 400 ألف لاجيء سوري أي نحو نصف الإجمالي فروا من سوريا منذ الأول من يناير كانون الثاني الماضي. ونحو نصف اللاجئين من الأطفال أغلبهم دون سن 11 عاما.
وفي ديسمبر كانون الأول كان ثلاثة آلاف لاجيء في المتوسط يفرون يوميا. وفي يناير ارتفع العدد إلى خمسة آلاف وفي فبراير ارتفع إلى ثمانية آلاف. وقال جوتيريس للصحفيين في أنقرة “إذا استمر هذا التصاعد -ولم يحدث شيء لحل المشكلة- فقد يكون لدينا بنهاية العام عدد أكبر بكثير من اللاجئين يصل إلى مثلي أو ثلاثة أمثال المستوى الحالي.”
وفر أغلب اللاجئين إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر وبعضهم إلى شمال افريقيا وأوروبا. وإلى جانب اللاجئين تقول مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إن مليوني سوري من بين 22 مليونا هم سكان البلاد نزحوا في الداخل.
وحذر غوتيريس الذي يقوم بزيارة لتركيا تستمر اربعة أيام من خطر “انفجار” في الشرق الأوسط إذا لم يتم التوصل لحل سياسي للصراع في سوريا والذي يمتد خارج حدود البلاد. وأحجم جوتيريس عن التفسير أكثر من ذلك.
ويجتمع غوتيريس مع مسؤولين اتراك خلال الزيارة ويتفقد مخيما للاجئين قرب الحدود السورية.
وتؤيد تركيا – وبها اكثر من 185 ألف لاجيء مسجل في مخيمات على اراضيها إلى جانب عشرات الاف يقيمون في مدن وبلدات تركية – اقامة مناطق تخضع لحماية دولية داخل سوريا لإيواء المدنيين الفارين من ديارهم. ولم تنل الفكرة قبولا يذكر من جانب دول غربية تحجم عن التورط أكثر في الصراع في سوريا.
وقال غوتيريس إن المفوضية لا تعارض إقامة مناطق آمنة بصفة عامة ولكن لا ينبغي ان تضر بحق الشخص في اللجوء لدولة اخرى. وذكرت المفوضية انه جرى تمويل 25 بالمئة فقط من تعهدات مانحين دوليين بتقديم 1.5 مليار دولار استجابة لخطة الامم المتحدة لمساعدة النازحين في سوريا.
وتقول تركيا وحدها إنها أنفقت نحو 700 مليون دولار لاقامة 17 مخيما للاجئين وانها تنشيء مخيمات اخرى غير ان جهاز مكافحة الكوارث والانقاذ في البلاد اعلن الاسبوع الماضي ان تكلفة رعاية اللاجئين تقترب من 1.5 مليار دولار