- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

واشنطن تخسر معركة انتحار الجنود

“خسارة المعركة: مشكلة الانتحار في الجيش الأميركي” هو عنوان تقرير أعده “سينتر فور نيو أميريكان سكيورتي” الأميركي. وتؤكد الدراسة أنه  في المرحلة ما بين ٢٠٠٥ و ٢٠١٠، كانت كل ٣٦ ساعة تشهد إنتحار جندي أميركي، وأن ٣٤%  منهم لم يلجأوا أبداً إلى إستشارة طبيب نفسي مختص.
الطبيبتان اللتان أجرتا هذه الدراسة تفسران ذلك بالعقلية السائدة، الا وهي “خوف الجنود من الأمراض النفسية ومن نظرة الآخرين لهم، مما يثنيهم عن إستشارة الأخصائيين”.
الجيش الأميركي لديه إجراء يعرف بإسم “بوست ديبلويمانت هيلث أسيسمانت”، يسمح بإجرإ فحص تام للجنود العائدين إلى بلادهم. إلا أن التطبيق على أرض الواقع يُظهر أن الجنود لا يلتزمون بإعطاء إجابات صحيحة على الأسئلة المطروحة عليهم، بل إنهم يجيبون بالطريقة التي تسمح لهم بالعودة بأسرع وقت مُمكن وذلك بعد الأخذ بنصائح المسؤولين عنهم.
لذلك ينصح التقرير بأن يتولى كبار الضباط مسؤولية التحقق من صحة المعلومات المعطاة، لكن، وفي نفس الوقت، ما يزال الـ”بوست تروماتيك ستريس ديسوردير” والـ”تروماتيك براين إنجوري” لا يعتبران من الإصابات مثل الإصابات الجسدية.
مشاة البحرية الأميركية “المارينز” يجبرون جنودهم على البقاء ٩٠ يوماً من تاريخ الإنتشار مع فرقهم، مما يبني علاقة متينة وعلاقة صداقة ما بين الجنود. التقرير ينصح بتعميم هذا الإجراء على كل الجيش الأميركي، لأن ذلك سيكون مفصلياً في حياة الجنود بعد عودتهم.
عدة أمور أخرى وضعت تحت المجهر، مثل مشاكل الإدمان على الأدوية المسكنة والمُنومات، إضافة إلى عدم وجود ملاحقة طبيّة للجنود عند نقلهم من وحدة إلى أُخرى. ويفيد التقرير بأن ٢٩% من حالات الإنتحار تلي مشاكل الإدمان على الكحول أو على المخدرات، علماً أن ١٤%  من عداد الجيش الأميركي يستعمل أدوية أفيونية.
في الخلاصة، يؤكد التقرير أن “الولايات المتحدة تخسر معركتها في وجه موجة الإنتحار في صفوف جنودها ومقاتليها القدامى”، إذ بلغ عدد المنتحرين في شهر تموز/ يوليو 2011 فقط، ٣٣ حالة. كل هذه المشاكل ليست بجديدة ولا تقتصر على الجيش الأميركي، إذ أنه بعد الحرب العالمية الأولى بدأ الأطبإ النفسيون يدققون بحالة الجنود الذين قاتلوا في ظروف صعبة. لكن المجتمع  الغربي تغيّر ولم يعد حاضناً لجنوده، إذ أن ساسته يرسلونهم الى لا يفهمونها ولا تفهمها الشعوب.