شهدت صيدا توتراً شديداً اثر اقدام الشيخ عاصم العارفي على تجاوز حاجز للجيش وعدم الامتثال لأوامر عناصره ولجوئه الى “مسجد بلال بن رباح” الشيخ أحمد الأسير في عبرا، وتبين أن الشيخ عاصم عارفي الذي كان يقود السيارة كان ينوي الدخول الى «مربع» الشيخ الاسير في عبرا حيث تتواجد حواجز الجيش اللبناني، ولدى التدقيق في أوراق السيارة تبين ان لوحاتها مزورة ولا تتطابق مع السيارة فحاول عناصر الجيش التأكد من الامر وتوقيف السيارة، فحصلت مشادة كلامية ما دفع الجيش إلى تعزيز حاجزه الموجودة في عبرا منذ اكثر من اسبوعين بالآليات وانتشر في الطرق المؤدية للمسجد. فما كان من الأسير الا أن طالب مناصريه في كل لبنان بالتجمع في المسجد «لان الجيش قرر اقتحامه» محملا مسؤولية دمه للجميع في لبنان،ما أحدث بلبلة امنية واسعة في صيدا ومعظم المناطق اللبنانية.
وقد تدخلت مجموعة من الشبان التابعين للمسجد وتمكنوا من اخذ الشيخ العارفي وادخاله الى المربع الأمني، وعمد انصار الشيخ الاسير الى اطفاء الأنوار ونفذوا انتشارا امنيا في محيط المسجد ومنعوا التجول في المنطقة. ودخلت “الجماعة الإسلامية” في صيدا على خط المعالجة واصدرت بيانا دعت فيه إلى ضرورة الوعي والحكمة في التعاطي مع هذه المسألة وأكدت أنها ترفض أية إساءة لأي رجل دين. ودعت “الجماعة” الى “نزع فتيل التوتر لان هناك مبادرة حل وتمنت ألا يصب احد الزيت على النار في منطقة صيدا، ودعت الجميع التحلي بالحكمة والروية”.
وفي هذا الوقت وجه الاسير الدعوات الى انصاره لـ«حماية المسجد لان الجيش اللبناني بصدد اقتحام المربع الامني لتوقيف الشيخ العارفي».
وافاد شهود عيان ان عددا من العائلات الصيداوية نزحت من المنطقة وشوهدت ليلا وهي تغادر بيوتها لتبيت ليلتها عند اقارب لها في صيدا وغيرها.
وفور شيوع الخبر في العاصمة، أقدم مناصرون للأسير في محلة الطريق الجديدة على قطع طريقي قصقص وكورنيش المزرعة والكولا بالاطارات والعوائق، قبل أن تتمكن وحدات الجيش من فتحها في وقت لاحق. وكذلك فعل عدد من الشبان من منطقتي التبانة والقبة الذين توافدوا إلى ساحة النور لإقفال الطريق في طرابلس. وقد أقدم الشبان على تمزيق صورة للملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز التي كانت مرفوعة على السور الحديدي لساحة عبد الحميد كرامي.