باريس – بسّام الطيارة
ساهم جون كيري من حيث لا يدري بـ«تفجير» الائتلاف الوطني السوري المعارض، من خلال قوله «نريد أن يجلس الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات بغية تشكيل حكومة انتقالية ضمن الإطار التوافقي الذي تم التوصل إليه في جنيف» رغم أنه أضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره النروجي اسبين بارت إيدا «إنّ تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لا يتطلب فقط أن يغيّر الرئيس السوري من حساباته، والتوصل إلى توافق أكبر بين القوى المعارضة له» ,وأضاف بل«يتطلّب أن يغيّر الرئيس الأسد الحسابات لكي لا يظن أنّه يستطيع إطلاق النار إلى ما لا نهاية» وطالب المعارضة بالتوحد وأشار إلى أنها «يجب أيضاً أن تجلس إلى طاولة المفاوضات معارضة سورية مستعدة للتعاون»… إلا أن النتيجة جاءت عكس ذلك تماما.
إذ أن التيار المعارض لأي حوار مع النظام داخل الائتلاف أعلن صراحة أن هذا التغيير في الموقف الأميركي يعود إلى «تراخي معاذ الخطيب» ورفضه تشكيل حكومة وإصراره على طرح مبدأ مفاوضة النظام. وعلمت «أخبار بووم» أن تراشقاً بين أركان الائتلاف حصل في الـ٢٤ ساعة الأخيرة وبدأ تبادل الاتهامات بين أفرقاءه. وقد أرسل الأمين العام للإئتلاف مصطفى الصباغ رسالة إلى رئيسه الخطيب رداً على رسالته التي رفض عبرها الحضور إلى اسطنبول لتشكيل حكومة مؤقتة، وجه فيها اتهامات خطيرة بشكل يجعل من الصعب جداً أن يبقى الائتلاف على حاله من دون انشقاقات (راجع أخبار بووم أنقر هنا) بين أنصار الحل التفاوضي وأنصار الحل العسكري. فبينا يرى الفريق الأول أن التفاوض هو الحل لوقف هدر الدماء السورية يرى الفريق الثاني أن «حقن الدماء يمر عبر إسقاط النظام».
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو مستقبل الائتلاف وسط حديث عن توجه لدى معاذ الخطيب للاستقالة وتشكيل «جبهة معارضة ديموقراطية» تجمع كل الأطراف داخل وخارج الائتلاف، التي ترى أن حوار مضبوط مع النظام وبضمانة دولية أفضل من أن تعيش سوريا حرباً أهلية قد تدوم لسنوات، وليس من المستبعد أن تضم الجبهة الجديدة تيار بناء الدولة وهيئة التنسيق الوطني.
وفي سباق محموم بين الحل العسكري والحل التفاوضي، جاءت تصريحات كيري لتعلن أن التوافق الأميركي الروسي ليس من باب الفرضيات فقط، بينا تأتي تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس (راجع أخبار بووم أنقر هنا) الذي طلب تسليح المعارضة لتدل على أن فرنسا وبريطانيا لا تؤمنا بإمكانية أن يوصل التفاوض إلى أي نتيجة. علما أن الدول الأوروبية مترتبطة بقرار حظر تسليح المعارضة الصادر عن الاتحاد الأوروبي وكل حديث خارج عن هذا القرار هو للاستهلاك الإعلام وللتأثير على موازين القوى داخل أفرقاء المعارضة السورية.