وصف الائتلاف الحزبي اليساري التونسي “الجبهة الشعبية”، الحكومة التونسية الجديدة برئاسة علي لعريض القيادي في حركة النهضة الإسلامية، بأنها “نسخة سيئة” عن الحكومة السابقة.
وقال حمة الهمامي، الناطق الرسمى باسم الائتلاف، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس، إن حصول حكومة علي لعريض على ثقة المجلس الوطني التأسيسي بأغلبية الأصوات “لا يعني شيئاً، باعتبار أن شرعية 23 أكتوبر قد اهترأت واهتزت”، واصفاً الحكومة الجديدة بأنها “نسخة سيئة” عن الحكومة السابقة.
واعتبر الهمامي أن برنامج الحكومة التونسية الجديدة “لا يتضمن إجراءات أو قرارات ملموسة تتعلق بالتصدى لظاهرة استشراء العنف، وتحييد المساجد، بالإضافة إلى انعدام الرؤية الواضحة لمعالجة الملفات الإقتصادية والإجتماعية الحارقة، كارتفاع الأسعار والتنمية الجهوية ومقاومة الفساد”.
ويتألف الإئتلاف الحزبي الجديد (الجبهة الشعبية) من 12 حزباً يسارياً وقومياً منها حزب العمّال، وحزب الطليعة العربي الديمقراطي، وحركة البعث، وحركة الشعب، وحزب النضال التقدمي، ورابطة اليسار العمالي، وحزب تونس الخضراء، والجبهة الشعبية الوحدوية، والحزب الوطني الإشتراكي الثوري، والحزب الشعبي للحرية والتقدم، والعديد من الشخصيات المستقلة.
وحصلت حكومة علي لعريض أمس على ثقة المجلس الوطني التأسيسي بتصويت 139 نائباً لصالحها من أصل 217 نائباً، واعتراض 45 نائباً، واحتفاظ 20 آخرين بأصواتهم، وذلك بعد يومين من مناقشة برنامجها للفترة المتبقية من المرحلة الإنتقالية.
وكان لعريض قد حدد 4 أوليات لبرنامج حكومته التي لا تتجاوز مدتها 9 شهور، الأولى سياسية وتتمثل في توضيح الرؤية من خلال تهيئة الظروف الملائمة لأجراء الإنتخابات في أسرع الآجال، والثانية أمنية وتتعلق ببسط الامن ومقاومة الجريمة، والثالثة إقتصادية، وتهم مواصلة النهوض بالإقتصاد والتشغيل ومقاومة ارتفاع الأسعار، والرابعة تتعلق بمواصلة الإصلاح ومقاومة الفساد والمحاسبة وتفعيل العفو التشريعي العام واستكمال ملف الشهداء والجرحي وضحايا الاستبداد.
ومن جهة أخرى، طالب حمة الهمامي الناطق الرسمي بإسم الجبهة الشعبية بلجنة مستقلة ومحايدة للإشراف على التحقيقات الأمنية للكشف عن منفذ عملية اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، والأطراف التى خططت لها.
واعتبر أن التحقيقات فى ملف اغتيال شكرى بلعيد “لا تسير فى الطريق السليم”، علماً أن بلعيد (49 عاما) اغتيل في 6 شباط/فبراير الماضي برصاص مجهولين وسط تونس العاصمة.
وقد أعلن علي لعريض في 26 من الشهر نفسه، أن الأجهزة الأمنية في بلاده تمكنت من اعتقال 4 أشخاص يُشتبه في ضلوعهم في عملية اغتيال بلعيد “ينتمون إلى تيار ديني متشدد”، وتتراوح أعمارهم بين 26 و34 عاماً، لافتاً في نفس الوقت إلى أنه تم التعرّف على منفّذ عملية الاغتيال الذي مازال “في حالة فرار”.