غزة ــ سناء كمال
في ظل التخوفات الإسرائيلية– الأميركية من اضطرار الولايات المتحدة الأميركية إلى استخدام حق النقض الفيتو، أواخر الأسبوع الحالي، يوم التصويت على قبول الدولة الفلسطينية عضواً دائماً في مجلس الأمن، خصوصاً مع امتناع فرنسا عن التصويت، خرج وزير الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت عن صمته ليهاجم حكومة بنيامين نتنياهو، ويعتبرها هادمة لعملية السلام التي طالما سعى من أجل تحقيقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس على حد تعبيره.
وقال أولمرت خلال محاضرة له في الكلية الأكاديمية في تل أبيب: “إن حكومة نتنياهو تصب جل جهودها على معارك سلبية مع الفلسطينيين، بدلاً من أن تسعى لاستئناف المفاوضات”، موضحا أن “الحكومة ضيعت وتضيع فرصة تاريخية لتحقيق السلام، وتقود إسرائيل إلى عزلة غير مسبوقة في تاريخها لأنها لا تجرؤ على اتخاذ قرارات مبدئية باتجاه السلام”.
وحول الطلب الفلسطيني للانضمام إلى الأمم المتحدة تساءل أولمرت:” لماذا هذا الجهد في إسرائيل لمحاربة المشروع الفلسطيني، في الوقت الذي لا تزال هناك حاجة ماسة لتبريد الأحداث الساخنة”. ورأى “من خلال معرفته الشخصية وتقارير أجهزة الأمن على اختلافها”، في الرئيس عباس ورئيس حكومته سلام فياض “ثنائياً مذهلا في حكمته وصدقه في السعي وراء السلام”. وأضاف: “إنهما يبنيان وينشطان ويحاربان الإرهاب، ويؤكدان للجميع أنهما يريدان تحقيق السلام مع إسرائيل بنيات طيبة وإخلاص، وأنا لا أفهم ما نريد منهما أكثر من ذلك. أنا لا أفهم أيضا لماذا تقاطع حكومتنا قيادة فلسطينية كهذه، ولا تبادر إلى شيء معها ينقذ أولادنا وأولادهم من بؤس الحرب وويلاتها”.
ووصف أولمرت المفاوضات التي أجراها مع الرئيس عباس العام 2008 بالـ”جميلة والناجحة”، ولكنه قال إنها لم تصل إلى نهاية سعيدة وإن “فشلها يعتبر مأساة في تاريخ شعبينا”، رافضاً الدخول في أسباب الفشل في التوصل إلى توقيع، علماً أنه كان قال في تصريحات سابقة لصحيفة “الشرق الأوسط” إن عباس “ذهب ولم يعد”، بينما الفلسطينيون يقولون إنهم وهم يبحثون في اقتراحات أولمرت، فوجئوا به يشن الحرب على قطاع غزة. لذلك يحملونه مسؤولية الفشل في التوقيع عليها.
وكان الرئيس عباس قد سلم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طلباً رسمياً في أيلول/ سبتمبر بقبول السلطة الفلسطينية عضواً كاملاً في الأمم المتحدة. والمفترض أن يبحث في الطلب نهاية الأسبوع الحالي.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة “يديعوت احرنوت” العبرية تصريحات لمسؤول سياسي اعتبر فيها أن “الروح القتالية التي تجلت في شهر ايلول/ سبتمبر ضد المشروع الفلسطيني قد خفّت كثيراً. وهناك دول كثيرة، كانت تنوي الامتناع عن التصويت أو التصويت ضد الطلب الفلسطيني، تنوي التراجع، وستصوت مع الفلسطينيين، ما يعني أن اقتراحهم سيحظى بأكثرية ولن يلغيه سوى الفيتو الأميركي. وهذا ما حاولت كل من إسرائيل والولايات المتحدة تفاديه، لما ستكون له من تبعات على سمعة أميركا في العالم العربي، خصوصاً في هذه الفترة المسماة بالربيع العربي”.
وقالت المصادر الإسرائيلية إن الخوف حالياً من أن يكون النجاح الفلسطيني جارفا أكثر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خصوصاً بعد قبول فلسطين عضوا كاملا في الـ”يونيسكو”. وأكدت أن الأمر يتطلب “خطة إسرائيلية جديدة لمواجهة الأخطار، وأن هناك ضرورة في وضع سلسلة إجراءات عقابية قاسية للسلطة الفلسطينية، يتم إطلاع العالم عليها مسبقاً، حتى لا يقولوا لإسرائيل فيما بعد إنها فاجأتهم”.