- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الجيش السوري يجتاح قرى لبنانية وصولاً إلى القصير

خارطة عن موقع «غوغل»

بيروت – «برس نت»

التراشق بين الجيش السوري والمسلحين عبر الحدود اللبنانية هو تمهيد لاجتياح سوري لزاوية القرى بين «بيت الميس» و«علي أدرع» غرباً في الأراضي اللبنانية وصولاً إلى بلدة «القصير» في الأراضي السورية شرقاً، حسب ما كشف لـ«أخبار بووم» ضابط سوري منشق حديثاً.
وتوكد مصادر من أن إبلاغ وزارة الخارجية السورية نظيرتها اللبنانية أن «مجموعات ارهابية مسلحة قامت وباعداد كبيرة بالتسلل من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية في ريف تلكلخ»  والتهديد بضرب مقاتلي المعارضة المختبئين في لبنان اذا لم يتحرك الجيش اللبناني لان صبرها له حدود» ليس «تحذيراً» بل هي رسالة ذات شقين الشق الأول «تحويل الأنظار» إلى غرب  خط تحرك فرق المغاوير السورية وذلك بالإشارة إلى «تل كلخ»، أما الشق الثاني فهر «إعلان» أن التدخل بات وشيكاً.
وبالفعل فإن القصف المدفعي في خراج بلدات جانين وحكر جانين وقشلق والنورا والدبابية وعمار البيكات عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، غرباً هو لتحويل الأنظار عن منطقة الاجتياح شرقاً والتي من المتوقع أن يتم اختراق الحدود اللبنانية بالقرب من بلدة «وادي الميس» والتوجه جنوباً إلى «كرم زبدين» وثم «كفر تون» ومن ثم عبر الطريق المعبدة نحو «حارة الناموس» مروراَ بـ«بيت علي أدرع» تجنباً للمرور بالقبيات، ثم الإلتفاف شرقاً نحو «مراح بو زيد»، وصولاً إلى بلدة «القصر»، قبل اجتياز الحدود مرة ثانية للعودة إلى الأراضي السورية والدخول في «مسبحة القرى الشيعية» في غرب بلدة القصير». وتسمح هذه الحركة الإلتفافية بحشر قوات الجيش السوري الحر المتواجد في ريف القصير بين فكي كماشة إذ أن الجيش النظامي قد وصل شرقاً إلى «جوسيه».
ويرى الخبراء أن الهدف الأول للجيش النظامي هو فك الحصار عن طريق دمشق حمص. وأهمية معركة ريف القصير ليست بسبب وجود «٢٣ قرية شيعية (وقريتين مسيحيتين) في غرب نهر العاصي» بل لأنها تقطع طريق دمشق-حمص. واختيار هذا الطريق الذي يمر في قرى لبنانية «مؤيدة مبدئياً له» من حيث التركيبة المذهبية لها، تجنبه معركة مباشرة في شمال القصير وتسمح بفك الحصار عن هذه القرى وإعادة فتح الطريق الدولية. كما يسمح بوقف سيل المقاتلين الذين يمرون من بلدة «عرسال» حسب قول الضابط المنشق.
ولا يمنع هذا السيناريو من «قصف القرى الواقعة خلف الحدود اللبنانية غرب خط «عندقت-القبيات» حيث البيئة الحاضنة معادية له من حيث التركيبة المذهبية، وذلك لمنع التسلسل نحو «تل كلخ» كما جاء في المذكرة التي سلمتها وزارة الخارجية السورية يوم الخميس.
هكذا يجب قراءة البرقية الدبلوماسية حين تقول إن «القوات العربية السورية المسلحة لاتزال تقوم بضبط النفس بعدم رمي تجمعات العصابات المسلحة داخل الاراضي اللبنانية لمنعها من العبور الى الداخل السوري لكن ذلك لن يستمر الى ما لا نهاية» ولكن وجب النظر شرقاً حيث الطريق الاستراتيجي الذي يحدد مصير مدينة حمص والتواصل بين دمشق واللاذقية.
بالطبع يهدد هذا الاجتياح بشكل مباشر سياسة «النأي بالنفس» التي يقول لبنان إنه ينتهجها، ويوصل في حال تنفيذه إلى ما كان يخشاه الجميع من انزلاق بلاد الأرز الى أتون الصراع. وهو ما حذر منه «أنطونيو غوتيريس» مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس حين قال «يتعين على المجتمع الدولي ان يعترف بان الأزمة السورية تمثل خطراً على وجود لبنان».
ويبدو أن الرسالة السورية قد وصلت «واضحة ٥ على ٥» للمسؤولين اللبنانيين فقد رد رئيس الجمهورية ميشال سليمان في مؤتمر صحافي مع نظيره العاجي الحسن واتارا في ساحل العاج أن بيان وزارة الخارجية السورية «قيد الدرس ونحن بصدد تحديد الموقف المناسب حياله»، واضاف «لقد اعتمد لبنان سياسة النأي بالنفس حيال الاحداث السورية وهذا الموقف ترجم في إعلان بعبدا والموقف المتخذ هو سياسة الحياد عن الاحداث السورية» وتابع «لبنان وبحسب هذا الاعلان لن يسمح أن يكون ممراً للسلاح والمسلحين عبر حدوده. ولا إقامة قواعد عسكرية او بؤر أمنية للمسلحين على أرضه من كل الاتجاهات».
وبالطبع كما أكد سليمان «تقع على عاتق الجيش اللبناني منع كل هذه المظاهر التي تشكل خرقاً» لهذا الإعلان. ولكن السؤال هل يستطيع الجيش اللبناني وقف تسلل المسلحين والسلاح إلى سوريا من أي طرف كان؟ ثم ماذا يمكن أن تكون ردة فعل الجيش اللبناني حيال اجتياح سوريا لشمال لبنان؟
سؤال تجيب عنه الأيام المقبلة