- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ديبلوماسية هادئة رقمية تكتب فصولاً جديدة للربيع العربي

بينما تتابع ثورات الربيع العربي نسيرتها الفوضوية، فإن «المواطنين المنتفضين» والأكثر اندفاعاً للتغيير يلجأون تلقائياً إلى الوسائل التي كونت قوتهم: شبكة أنترنيت.
قد يكون تويتر وفيسبوك أو المدونات أدوات تسلية لأي مواطن غربي راكن في دارته المريحة، إلا أنها تتحول إلى أدوات انتفاضة واستنكار وتصدي وحتى ثورة في أماكن أخرى.
الحكومات الغربية تساهم في دفع هذه الموجة الرقمية الديموقراطية، وذلك عبر لقاءات ومشاغل تدريب وتسهيلات سفر تسمح للمدونين المناضلين بالتواصل وتبادل الآراء والالتقاء باختصاصيين وخصوصاً عرب وفرنسيين، يعملون في فضاء الصحافة والشبكة الافتراضية.
إن المنظمات شبه الرسمية في فرنسا ناشطة جداً في مجال السماح للشبيبة العربية بالقيام بتحركات مدنية. وهكذا تحولت «قناة فرنسا الدولية» (Canal France International) التي كانت تمد الدول الأفريقية ببرامج إخبارية، إلى مدرسة تدريب لما يمكن تسميته «مواطن-صحفي» في العالم العربي.
وهكذا تنزلق تقنيات الصحافة في العالم العربي نحو التقنيات الرقمية الثائرة على الأوضاع. وهذا ما يسعد قناة فرنسا الدولية، ولكن يثر غبطة المناضلين الصحفيين الفلسطينيين. هكذا هو وضع «روان القطري» حريجة صحافة وهي تعمل كصحفية منذ سبع سنوات كمذيعة في إذاعة فلسطينية شعبية.
وقد استطاعت أن تصور الخراب الذي ولدته عملية إسرائيل العسكرية ضد غزة والمعروفة بـ«الرصاص الصلب» وبعد ذلك عملية «عامود السحاب»، وتظهر صوراً مؤلمة لأطفال قتلى أو جرحى في المستشفيات.
هذا لا يعني أن السيدة القطري تجد الحياة رغيدة تحت حكم «حماس». لأن الضغوط غير المباشرة والتهديدات المبطنة إلى جانب الرقابة تشكل قاعدة هذا النظام. إلا أنها تسعى وزملاءها على مد الإعلام بمواد تندد بالإسرائيليين ،لكن أيضاً بالمعاملة «الأبوية الضاغطة» في غزة التي تغطي على جرائم الشرف والعنف ضد المرأة.
يمكن أن يكون هذا أيضاً شق من الربيع العربي: مواجهة كل ما لا يعمل بشمل صحيح من قبل شباب وشابات مجهزين بكومبيوتر وميكروفونات ألات تصوير مقدمة من قناة فرنسا الدولية ومؤسسات أخرى شبيهة.
إنها ديبلوماسية هادئة فيها بعض جوانب إنسانية وبعض جوانب فرض النفوذ. ويجب متابعة هذه الموجة إذ أن يمكن أن تكتب فصول جديدة من الربيع العربي في تونس ومصر والأردن وليبيا واليمن.  وفي النهاية فإن أبطال هذا الربيع هم شباب وشابات عرب.