- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

وفاة «أم النضال» مريم فرحات

توفت فجر اليوم الأحد 17 مارس/آذار 2013 في مدنية غزة النائب في المجلس التشريعي مريم فرحات المكناة بـ”أم نضال”، بعد صراع مع المرض، بحسب مصادر طبية.

وتحظى فرحات بشهرة واسعة في الأراضي الفلسطينية والمنطقة العربية؛ حيث تشتهر بلقب “خنساء فلسطين”، كونها قدمت 3 من أبنائها “شهداء” في إطار المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي، كما يروي عنها دوما أهل غزة.

كما تتمتع “أم نضال” باحترام شديد من قبل الفلسطينيين الذين يعتبرونها من “رموز المقاومة الفلسطينية البارزة”.

وبدأت فرحات تنال شهرتها في نوفمبر/تشرين ثاني 1993 عقب حادث اغتيال عماد عقل، قائد كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، في منزلها، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وتبين أن فرحات كانت تأوي عقل الذي يعتبره الفلسطينيون “أسطورة” في حرب العصابات ضد الجيش الإسرائيلي.

كما كان عقل المطلوب الأول للجيش الإسرائيلي وقتها، يستخدم منزلها كبؤرة انطلاق لتنفيذ عملياته المسلحة ضد الأهداف الإسرائيلية إبان الانتفاضة الأولى (1987-1994).

واشتهرت فرحات على نطاق واسع، عقب تنفيذ نجلها محمد عملية استشهادية ضد إسرائيل، أسفرت عن مقتل 9 جنود إسرائيليين في مارس/آذار 2002.

ودُهش الفلسطينيون والعرب، وقتها من نشر مقاطع فيديو تظهر فرحات تودع ابنها – الذي لم يتجاوز الـ17 عاما من العمر – قبل تنفيذه العملية، وتحثّه على قتال إسرائيل، والموت “شهيدا في سبيل الله”.

كما أن نتائج عملية مستوطنة “عتصمونا” في قطاع غزة التي نفذها نجلها محمد، ألهبت مشاعر الفلسطينيين، حيث كانت المرة الأولى التي ينجح فيها فلسطيني من اقتحام المستوطنات الإسرائيلية المحصنة وقتل هذا العدد الكبير من الجنود الإسرائيليين.

وأنجبت فرحات – وهي من مواليد عام 1949 – عشرة أبناء، 6 منهم ذكور، و4 إناث. ومن المعروف محليا أن جميع أبنائها أعضاء في كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس.

وقد اغتال الجيش الإسرائيلي نجلها البكر نضال في العام 2003، وكان يعد أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام.

كما يُعرف نضال بأنه “الأب الروحي لفكرة تصنيع الصورايخ محلية الصنع التي تطلقها الفصائل الفلسطينية على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة”.

كما اغتالت الطائرات الإسرائيلية في العام 2005 ابنها الثالث رواد بعد قصف سيارته في مدينة غزة.

أما نجلها “وسام” فقد أفرجت السلطات الإسرائيلية عنه في العام 2005 بعد أن قضى 11 عاما في سجونها، بتهم أمنية.

ودفعت المكانة التي يكنها الفلسطينيون لفرحات، حركة حماس إلى ترشيحها ضمن قوائم مرشحيها لخوض انتخابات المجلس التشريعي عام 2006.

وقد توافد رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية، وكبار قادة حركة حماس على مشفى الشفاء بغزة مساء أمس، لزيارة فرحات حيث كانت ترقد في حالة صحية حرجة، بحسب مصادر بالمستشفى.

وعُلم أن حركة حماس تجري استعداداتها لتنظيم جنازة مهيبة لفرحات؛ حيث ستؤدي صلاة الجنازة عليها في المسجد العمري الكبير، وسط غزة، اليوم الأحد، قبل أن توارى الثرى في مقبرة “الشهداء” شرق المدينة إلى جوار قبور أبنائها الثلاثة.