- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هل تطبق «الكماشة» الفرنسية على جهاديي مالي؟

هارولد هيمان
بدأت عملية فرنسا العسكرية في مالي «سيرفال» تأخذ طابع عملية «كماشة» إذ أن القوات الفرنسية تفتح جبهة ثالثة في غرب بلدة «أدرار» في جبال «إيفوغاس».  ومن الملاحظ أن قوات «حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا» لا تريد الابتعاد عن «غاو» وهي وأهمية البقاء في ريف غاو هو أن معظم رجال الحركة من أبناء المنطقة، وخصوصاً من قبائل «توبو» وهي قبائل لا صلة لها بالطوارق.
تحارب القوات الفرنسية في غاو بمساعدة القوات المالية. إلا أ المتمردين مسلحين أكثر بكثير من مما هو حال الجيش المالي. وبانتظار أن يتم تسليح الماليين فإن الجيش الفرنسي موجود لسد النقص. بالمقابل بين غاو وتومبكتو  تتواجد القوات النيجيرية وهي بالواقع لم تخض معارك حتى الآن. وما عدا ١٥٠٠ جندي تشادي فإن القوات الأفريقية التي يبلغ تعدادها ٤٠٠٠ نفر لا تقترب من خطوط النار. بينما وقع حوالي ٣٠ قتيلاً بين التشاديين.
عندما تذكر البيانات «معارك أدرار» فهي تشير إلى «هضاب باللغة الأزادية» والأفضل القول معارك هضاب إيفوغاس، وقد نجحت المعركة لأن الفرنسيين أنزلوا مظليين في في أقصى شمال المنطقة وراء خطوط المقاتلين الإسلاميين ثم دفعوا بهم نحو الجنوب. في حين أن فريق من الجنود الفرنسيين ينطلقون من كيدال بخط مواز لتقدم الجنود التشاديين، ما فاجئ جهاديي «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الذين باتوا محشورين بين ثلاث جبهات، وهو ما اضطر هؤلاء لفك الاشتباك والانسحاب بعد أن منيوا بخسائر فادحة.
وقد انطلق الجهاديون نحو الغرب واندسوا في سلسلة جبال «تمرترين» وقد تحول اهتمام القيادة الفرنسية نحو هذا الاتجاه في محاولة لتطهير المنطقة من الجهاديين. وبالتالي حصرهم بين القوات المتقدمة وبين الحدود الجزائرية المحروسة من٣٧ ألف عسكري جزائري.
يمكن الاستنتاج من توجه المعارك هذه أن «تمرتين» سوف تكون ساحة القتال في الأيام المقبلة قبل الانتقال إلى «الشمال الكبير» يأي مناطق «أزواد» حسب تسمية «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» أو «دولة مالي الإسلامية» حسب تعبير الجهاديين.
إن استارتيجية الفرنسيين مشابهة للاستراتيحية التي اتبعها الأميركيون في العراق عام ٢٠٠٧ وأفغانستان ٢٠٠٨ والقاضية بالتحرك السريع وعدم السماح للجهاديين بالاستعداد والانتشار في المناطق التي يرتدون نحوها.
السؤال اليوم هل ينجح الفرنسيون في هذا التكتيك ليسجل لهم في سجل الحرب العالمية ضد الجهاديين؟