- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

رسالة مفتوحة الى المسؤول الاميركي عن ملف الشرق الوسط

روبير بشعلاني
يأ أخي المسؤول الأميركي ,
إسمح لي بكلمة فقط :
رئيس حكومة فيشي الماريشال غسان هيتو موظف ومواطن أميركي مغمور أم رجل أعمال ناجح كبير لا يهمنا. ما هو ثابت أنه أختير من قبل حضراتكم لأنه عميل صغير, خبير فني ولديه حس سياسي ومفاوض جيدوممثل جيد أمام المجتمع الدولي وهو مجرب ومدعوك في “مجلس الديموقراطية الامريكي” الذي يرأسه الصهيوني الذي خدم في الجيش الاسرائيلي جيم برنس …وهيتو موظف رسمي في هذا المجلس براتب سنوي قدره $80 الف دولار !!! .. فأقتضى التنويه !!!!!

المشكلة أطمئنك ليست هنا.
يا أخي في المرة القادمة رجاءً – ولو – اختاروا لنا على الأقل عميلا شجاعا .
العميل يجب ان يكون شجاعا.
فالعميل لا يبقى على الحدود التركية بل من واجبه الإنتقال الى ربوع المناطق المحررة المطلوب رسميا إدارتها من قبل “خبير كبير” في الإدارة.
خصوصا انها محررة. أو كمان هي كذبة ؟
بفهم وضعكم جيدا . العمى بهالأيام ما بقى في عملا متل البشر يا شيخ.
كلو كرزاي بازاري.
في البداية أعترف أني ترددت للحظات حول الثورة السورية. وسألت نفسي الإعتدال إذ ربما تكون ثورة شعب حر ضد حكم استبدادي. ربما.
المنطق التحليلي كان يقول لا . لكن ربما.
كم من منطق تحليلي قد فشل وخاب. قلت في نفسي .
لكن اليوم أكتب لكم لأشكركم فعلا من كل قلبي وربي.
أشكركم على توضيح الصورة, حتى أمام الذين يتخذون موقفا بالنص( الوسط). ضد الثوار لكن ضد الأسد ايضا.
أشكركم على إفهام جميع من حاول البقاء بالنص( الوسط). جميع من توسل النقابية للتخفي وعدم اتخاذ موقف واضح.
جميع من أراد “وأد الفتنة” واعتبار الجميع متساويين في المسؤولية, في الحقوق والواجبات.
أشكركم أنتم والأتراك معكم على إفهامنا أن المعركة هدفها الفرز والضم لا الحرية ولا شريكاتها.
أشكركم على إعادة التأكيد على أننا ما نزال تحت الإحتلال الذي يكون مقنعا أحيانا ومكشوفا أحيانا أخرى.
أشكركم على إفهامنا مرة جديدة أننا ما نزال في مرحلة التحرر الوطني وأن أي تغيير في بلادنا غير ممكن بدون التحرر منكم ومن هيمنتكم أولا.
أشكركم على إفهامنا أن طريق التغيير الفعلي تمر عبر استعادة مصالحكم بالمنطقة أو لا تمر. لا ديموقراطية ولا ضحك عالذقون.
أشكركم على إفهامنا أن طريق التغيير تمر حكما باستعادة مواردنا المنهوبة والتحكم بها وهي موجودة أساسا في الخليج.
شكرا على إفهامنا أن التغيير , اي تغيير, غير ممكن بدون إيجاعكم, لا في الأدوات التي تستعملونها هنا وهناك, بل بمواجعكم الفعلية, في الخليج, الذي باحتلاله قد مولتم بطونكم لمئات السنين, تدفأتم بوقودنا بينما كنا , نحن, نموت من البرد. صنّعتم به بينما كنا ,نحن, على الحديدة. موّلتم به عمليات احتلالنا بينما كنا, نحن, نصفق لأفكاركم “الإنسانية” وال”عصرية”.
أشكركم على إفهام الفاهمين منا أن بلادكم لا يمكنها بعد اليوم التعاطى مع أي شخصية سورية أو عربية تتمتع ولو بالقليل القليل من النفوذ والشخصية.
أشكركم على رسالتكم الواضحة الناصعة التي تقول :
من الآن فصاعدا لم نعد بحاجة الى مرشحين محليين , نعد نحن العملاء في بلادنا من البابوج للطربوش ونرسلهم لكم مقطفين منظفين مع شوية كومينيكيشن.
اليس هذا هو الأمر مع مرسي ؟ مع المرزوقي ؟ مع غليون ؟ واليوم مع الماريشال هيتو؟
معكم حق النتيجة مضمونة والأيام صعبة.
انتقالكم الى عدم الركون للعملاء السلف-سرفيس والإعتماد كليا على صنع في أميركا دليل لا على سيطرتكم بل على ريبتكم من الأرض التي بدات تميد من تحت اقدامكم.
المهم ان نفهم الدرس وقد فهمناه.
شكرا لوقتكم الثمين.