اشتد التوتر في شمال لبنان بسبب تبادل التراشق بين قوات النظام ومسلحين عبر الحدود، وانتقل إلى العاصمة الثانية طرابلس. فقد أعلن الجيش اللبناني انه اعتقال عدداً من المشتبه بإطلاقهم النار اليوم في طرابلس، بعد عمليات دهم لأماكن تواجدهم. واشارت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، إلى أنه “على أثر إقدام عناصر مسلحة في محلة القبة – طرابلس على إطلاق نار من أسلحة حربية خفيفة، باتجاه أحد العسكريين أثناء نقله شقيقه إلى المستشفى الحكومي في المحلة المذكورة، وإصابة كليهما، إضافة إلى مواطن ثالث بجروح غير خطرة، ثم حصول تبادل إطلاق نار بين محلتي جبل محسن والتبانة، تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة حيث دهمت أماكن إطلاق النار، وأوقفت عددا من المشتبه بهم. كما سيرت ولا تزال دوريات راجلة ومؤللة، وأقامت حواجز ثابتة ومتحركة”. وأضاف البيان “أعيد الوضع إلى طبيعته وتستمر قوى الجيش بتعقب مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص”.
إلا أن حالة التوتر بلغت ذروتها بعد مقتل المواطن طلال عجايا برصاصة قنص برأسه في جبل محسن، حيث عادت المحاور لتشهد رمي قنابل يدوية واطلاق قذائف “انيرغا” يتردد صداها في أرجاء المدينة. وجاءت التوترات على خلفية إشكال حصل داخل المستشفى الحكومي.
وفي التفاصيل أن الرقيب أول في الجيش اللبناني طاهر شديد، الذي كان يعالج من أزمة صحية في قسم الطوارئ، عندما تدخل شبان من حي البقار في القبة لمنعه من ذلك، فحصل تضارب بينهم وبين بين شبان من جبل محسن كانوا يرافقون الرقيب. تطوّر إلى تبادل لإطلاق النار أدى إلى جرح شخصين، هما شقيقا الرقيب أول شديد مهدي وجهاد، إضافة إلى جرح شخص من البقار يدعى ربيع حافظة.
وانطلق التوتّرإلى المحاور بين القبة والتبانة وجبل محسن، وسُجّل رمي وإطلاق عشر قذائف “انيرغا”، وقنابل يدوية، بالإضافة إلى سماع رشقات نارية متقطعة. كما قام شبان من جبل محسن بالإعتداء بالضرب على شخصين من التبانة.
وتمكّن الجيش اللبناني عند الساعة السابعة من ضبط كل المحاور بعد تكثيف انتشاره واتخاذه تدابير استثنائية ورده على بعض مصادر النيران، دون أن يتمكن من التخفيف من عمليات القنص المتفرقة التي ادت الى مقتل المواطن عجايا.
دان وزير الصحة العامة علي حسن خليل التعرض لحرمات المستشفيات وانتهاك قدسية رسالتها الإنسانية، سواء في ما حصل بالأمس في عاليه واليوم في طرابلس. وناشد جميع الفرقاء تحييد المستشفيات عن الصراعات أياً كانت أشكالها، والإلتزام بالخلقيات التي تفرضها كل الشرائع.
وشدد خليل على أن احترام ما ترمز اليه المستشفى وحده الكفيل باستمرارية عمله وأداء دور الذي لا يفرق بين أي محتاج لخدماتها.