بيروت – برس نت
إن وصول غسان هيتو إلى موقع «رئيس وزراء الحكومة المؤقتة» لم يكن نتيجة «انقلاب قطري على السعودية» كما ذكرت بعض الصحف، ولا نتيجة «ضعوط أميركية» كما قالت وسائل أخرى. صحيح أن الخيار السعودي المشترك مع قطر كان حتى ليال قليلة ماضية يصب في مصلحة رياض حجاب، وأن «ماضيه كأحد رجال النظام» شكل عقبة أمام دفع اسمه لتجاوز تردد عدد من كتلة المجلس الوطني، ما دفع قطر والسعودية أولاً للتوافق على «أسعد مصطفى» كحل وسط، إلا أن العامل الرئيسي الذي ساهم بالدفع إلى الواجهة «رجل مغمور» كا تحرك القوة الضاغطة الإسلامية في الائتلاف عبر كتلة المجلس الوطني دخله.
في الواقع رفض الأميركيون طرح أسعد مصطفى لأسباب كانت وما زالت خافية. إلا أن الإسلاميين فسروا الأمر بأنه رغبة من واشنطن بالعمل على تأخير تشكيل حكومة لترك المجال أمام التوافق الأميريكي الروسي، أي الوصول إلى حكومة انتقالية عبر حوار مع النظام.
ويقول مصدر تابع كالمفوضات في اسطنبول إن تفاصيل هذا التجاذب نجدها في التعابير المستعملة، فغسان هيتو بات رئيس حكومة «مؤقتة» بينما العمل بين موسكو وواشنطن هو للوصول إلى «حكومة انتقالية». كان استعمال هذا التعبير مقابل تنازل من «روبرت فورد» السفير الأميركي للقبول بتشكيل حكومة يمكن أن تراها موسكو كـ«خيانة للاتفاق» حول سبل الوصول عبر الحوار إلى حكومة انتقالية.
عند هذه المرحلة تكفل «مصطفى الصباغ» باقتاع القطريين بالتخلي عن أسعد مصطفى، وهو ما اعتبره بعض المراقبين «طعن في ظهر السعودية». وفي الواقع فإن فورد كان قد حاز على رضى السعوديين قبل أن يعطي موافقته على «انتخاب» رئيس للحكومة المؤقتة العتيدة، بعد أن دفع باسم «مغمور» معروف من السلطات الأميركية، ويصفه الجميع بأنه «تكنوقراطي يوحي بالثقة وبراغماتيكي».
إلا أن ما ساعد قطر في الوصول رلى تشكيل حكومة ليس فقط قبول فورد بل أيضاً تغيير استراتيجية الإخوان المسلمين الذي أرادوا «دفت التوافق الأميركي الروسي» فقبلوا بتشكيل حكومة رغم رفضهم السابق (راجع أخبار بووم انقر هنا). وكانت نتيحة تغيير موقف الإسلاميين أن تمت التسوية على حساب معاذ الخطيب الذي كان يفضل عدم تشكيل حكومة.
ويمكن أن تكون هذه المناورات وراء خروج أو تعليق عضوية عدد من أعضاء الائتلاف. إلا أنه مصدراً مقرباً قال إنه توجد أسباب عدة لخروج هؤلاء وأن المناورات التي سبقت اختيار هيتو ليست أهمها بل أن «الدور الذي يلعبه روبورت فورد في تشكيل وغربلة أسماء الوزراء» هو الذي دفع البعض للاشمئزاز من انحراف مسألة الحكومة من عملية انتخابية إلى عملية «تعيين من قبل الموض السامي» كما قال أحد المعارضين. إلا أن يضيف بأن «هذه الحكومة المؤقتة هي بالفعل مؤقتة إذ أن الحكومة الانتقالية ما زال لها دور في الحل».