اعتبر أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، اليوم الأحد، أن تحقيق الحل السياسي للأزمة في سوريا ما زال ممكنا إذا توفر الموقف العربي الموحد والمتماسك، واصفا الوضع السوري الحالي بالكارثي .
ونقلت وكالة الأنباء القطرية “قنا” عن العربي قوله خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العربي التحضيري للقمة العربية في الدوحة “يحدونا الأمل في إمكانية تحقيق الحل السياسي الذي يجنب الشعب السوري المزيد من الويلات”، مضيفاً أن عدم استجابة النظام السوري لتطلعات شعبه في التغيير والإصلاح الديمقراطي الحقيقي “وإعماله آلة البطش والتدمير ونزيف الدم أوصلنا الى هذا الوضع الكارثي”.
وقال إن “هذا الحل ما يزال ممكنا متى ما كان هناك موقف عربي موحد ومتماسك يستطيع أن يصوغ موقفا اقليميا داعما ويدفع كما تقضي مسؤولياته في المحافظة على السلم والأمن الدوليين”.
وأكد العربي على ضرورة التركيز على “مجلس الأمن الذي يجب أن يصدر قرارا ملزما بوقف إطلاق النار وإرسال قوات حفظ سلام والاستفادة من التطورات الإيجابية التي طرأت مؤخرا على المعارضة السورية وتحليلها التحليل السليم”.
ورأى في هذا الإطار أهمية البدء بالاتصالات الثنائية بين مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وبين كل من النظام والمعارضة ممثلة بالائتلاف السوري المعارض وحكومته التي بدأت أولى خطوات تشكيلها، بهدف استطلاع الرأي حول تنفيذ أسس ما تم الاتفاق عليه في البيان الختامي لاجتماع جنيف بتوجيه سؤالين الى كل من النظام والمعارضة الأول عن “كيف تبدأ المرحلة الانتقالية” والثاني “كيف يمكن تشكيل الحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة التي اتفق عليها في البيان الختامي لاجتماع جنيف في نهاية حزيران/يونيو الماضي.
ودعا أمين عام الجامعة العربية الى تحرك عربي فاعل يتصدى لمعاناة الملايين من النازحين واللاجئين السوريين الذين فروا من قراهم ومدنهم هربا من شدة العنف والاقتتال، مطالباً الدول العربية بالاستعداد للمساهمة في اعادة إعمار سوريا “التي اتمنى ان تأتي في القريب العاجل”.
وأكد أن المسؤولية العربية “تحتم علينا إنقاذ سوريا من المنزلق الخطير الذي تنحدر نحوه وتنعكس آثاره الواضحة على المنطقة برمتها وعلى وجه الخصوص دول الجوار “.
وأكد على ضرورة النظر إلى القضية الفلسطينية نظرة شاملة، مشيرا إلى أن المجلس الوزاري العربي تبنى في اجتماع سابق منهجية جديدة للتحرك على الساحة الدولية وبلورة آليات جديدة للتحرك على أساس مرجعيات الشرعية الدولية من اجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وباقي الأراضي العربية المحتل.
وأشار الى انه يجري التشاور مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وحاليا مع الولايات المتحدة لتحديد موعد زيارة وفد برئاسة رئيس لجنة المبادرة العربية إلى واشنطن في الأسبوع الاخير من شهر نيسان/ابريل “بهدف التحاور والاتفاق مع الجانب الأميركي على هذه الأمور وكيفية تطبيق المنهجية الجديدة”. وقال “ما يهمنا هو الاشارة بوضوح الى تقبل الولايات المتحدة ما ينادي به الجانب العربي من ضرورة العمل على انهاء الاحتلال وكان هذا واضحا في لقائي مع وزير الخارجية الأمريكي مطلع آذار/مارس”.
وقد بدأت الأحد في الدوحة أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية بتسلم رئيس حكومة قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئاسة بلاده للقمة من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.