- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مئات القتلى في في محاولات ترحيل المسلمين من ميانمار

 ارتفعت، أمس الأحد، حصيلة القتلى جراء خمسة أيام من الاشتباكات في وسط ميانمار إلى ٣٢ قتيلا، وتدمير عدد من المساجد وعشرات المتاجر والمنازل أو إحراقها. وقال شهود عيان إن مسلمين فروا من منطقة ميكهتيلا فى بلدة ماندالاي مساء السبت بعد إحراق مسجد بالكامل ونحو ٤٠ منزلا آخرين، كما أحرقت عشرات المتاجر والمنازل فى وقت سابق الأسبوع الماضي، ودمرت خمسة مساجد في أسوأ عنف طائفي يضرب البلد، الذي عرف سابقا باسم بورما، هذا العام.
وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ في المنطقة الواقعة وسط البلاد أول أمس الجمعة بعد اجتياح حشود غوغاء مدججة بالعصي والهراوات الشوارع وأشعلوا النيران في المباني. وذكرت محطة “إم آر تي في” التليفزيونية الإخبارية مساء أمس أن 32 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 39 آخرون على الأقل في منطقة ميكهتيلا.
من جهة أخرى ارتفعت حصيلة ضحايا الحريق الذي نشب قبل يومين في مخيم اللاجئين الميانماريين في شمال تايلاندا إلى ٦٠ قتيلا وأكثر من مائة جريح، حسبما أفادت مصادر رسمية. وكانت حصيلة رسمية سابقة تحدثت عن مقتل ٣٠ شخصا في الحريق.
وأفادت مصالح الشرطة بأن “الحرائق اندلعت بالقرب من المعسكر الواقع في مقاطعة ماي هونغ سون الحدودية التي تضم ٣٨٠٠ لاجئى ميانماري من الذين فروا من القتال فى بلادهم”.
ووفقا للمصدر، فقد “انتشرت النيران التى استمرت ٣ ساعات بقوة وبسرعة نظرا لأن مساكن اللاجئين مصنوعة من أعواد البامبو وأوراق الموز المجففة”. وقد أحرق أكثر من ٢٠٠ منزل فيما أجلت السلطات التايلاندية اللاجئين إلى أماكن آمنة بينما قدمت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة مساعدات إغاثة بما فيها خيام للإيواء المؤقت.
ومن جهته ذكرمسؤول حكومي بأن “غالبية القتلى هم من النساء والمسنين والأطفال”.
وكان الحريق قد اندلع أمس الجمعة في مخيم ماي سورين، الذي يستضيف قرابة أربعة آلاف لاجىء في ولاية ماي هونغ سون وقد تمت السيطرة على الحريق. وهناك عشرة مخيمات للاجئين في تايلاند على طول الحدود مع بورما.
وهذه المخيمات المؤقتة نظريا والتي أنشئت في منتصف الثمانينات استقبلت في فيفري الماضي حوالي ١٣٠ ألف شخص بينهم نحو ٨٠ ألفا لهم وضع لاجئ رسمي، حسب شبكة منظمات غير حكومية (تايلاند بورما بوردر كونسورسيوم) تعنى بهذه المخيمات.
وقد أبدى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، قلقَه العميقَ لاتساع دائرة العنف في ميانمار من قِبَل متشدِّدِين بوذيين. وثمَّن أوغلي، في تصريحاتٍ له أمس، ما يقدمه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لمجتمع الروهينغيا المسلم من دعم، ولاستضافته أبناء هذه الأقلية وتمكينهم من فرص العيش والعمل في المملكة.
ونوَّه أوغلي، في كلمته خلال حفل تدشين مركز الروهينغيا العالمي في مقر المنظمة بجدة، بما سمَّاه الحدث المميز الذي شهدته مدينة مكة المكرمة أمس الأول، الذي تمثل في منح الحكومة السعودية تصاريح الإقامة للاجئي الروهينغيا، المعروفين بـ «البورماويين»، في المملكة.
وأشار إلى أنَّ العنف في ميانمار لم يتوقف منذ اندلاع شرارته في ولاية آراكان غربي البلاد لتشمل خلال الأيام القليلة الماضية مدناً ومناطق أخرى خاصة في مدينة ميكتيلار في منطقة مندلاي بوسط البلاد، والتي راح ضحية العنف فيها عشراتٌ من المسلمين جرى إحراق منازلهم وممتلكاتهم التجارية والسكنية، فضلاً عن حرق ثمانية مساجد، وعدد من المدارس، ما أدَّى إلى فرار المئات بعائلاتهم. وقال، إنَّ استمرار هذا العنف غير مقبول، وهو دليلٌ جليٌّ على السلبية التي تنتهجُها الحكومة في معالجة التوترات العِرقيَّة التي اندلعت الصيف الماضي، والمستمرة إلى اليوم، مطالباً السلطات هناك بأن تتحمل مسؤولياتها في معالجة الأسباب الجذرية للمسألة، لحفظ أرواح جميع أبناء شعب ميانمار وممتلكاتهم دون تمييز.
ورحَّبَ أوغلي بحدث الأمس، مؤكداً أنَّ المركز أنشئ من أجل حماية حقوق أبناء شعب الروهينغيا وتحسين ظروف معيشتهم أينما كانوا.