باريس ــ بسّام الطيارة
ماذا يحصل داخل المجلس الوطني السوري؟ ولماذا هذا «الغياب عن السمع»؟ أسئلة بات يتناقلها العديد من المراقبين الذي يتأرجحون بين خبر «عن خلاف شديد بين برهان غليون وبسمة قضماني» وخبر عن «فتح فرنسا صدرها لمعارضين جدد». بالفعل فإن السؤالين محقان. فالحديث عن الخلافات بين أعضاء المجلس لم يعد سراً يقتصر على الكواليس،وتجاوز«الإشاعات» التي يبثها مناهضو المجلس مثل «سفر غليون إلى دمشق سراً» أو الحديث عن «المبالغ التي استلمها غليون من قطر». الخلاف يعود إلى «شخصية غليون المناقضة لشخصية قضماني»، يقول مقرب من الاثنين. ويعود الخلاف إلى طريقة وصول قضماني إلى الواجهة واحتلالها هذا المركز وهي التي كانت غائبة عن شؤون المعارضة، كما يقر أكثر من مؤيد للمجلس. وبعكس ما يقال إن «الفرنسيين فرضوا قضماني على المجلس وعلى غليون»، يؤكد دبلوماسي مقرب جداً من كواليس المجلس وإرهاصات ولادته إن «الفريق الإسلامي هو الذي فرض قضماني»، ليس فقط لقربها من جهات سبق له التعامل معها ولكن لأنها تمثل «صورة حداثة يمكن أن تغطي على قوتهم داخل المجلس» وه تكتيك نجح في إقناع الفرنسيين، ونظراً لمعارف قضماني القوية في اتجاهات شتى، فقد استحسنت أكثر من جهة الخيار«خصوصاً أنقرة وواشنطن». ويشير أحدهم إلى «المركز الذي احتلته مؤخراً قبل ولوجها باب المجلس الوطني»، مشيراًإلى أنهاعملت لمدة داخل جدران الأكاديمية الدبلوماسية التي يديرها جان كلود كوسران، «الخبير في الشأن السوري» عندما كان له دور لا يستهان به في السنتين الأخيرتين في «تقريب دمشق من باريس» وفي محاولة إعادة ربط المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب في أنقرة.
ويقول مقرب من غليون إنه «قبل على مضض قضماني»، شرط أن لا تكون ف يالمكتب التنفيذي وأن يكون له عشرين مقعداً على اأقل من أصل ٢٣٠ «وهو ما لم يحصل عليه». إلا أن المقرب يؤكد أن غليون ضرب بيده على الطاولة و«سوف يحصل على ما يريد آخر الشهر»، وخصوصاً أن الراعين للمجلس طلبوا من الجميع بعض الهدوء والتنظيم والكف عن المناوشات. وأكد المصدر المقرب من المجلس أن غليون طلب بأن «تكف المتحدثة عن التحدثوالتصريحات النارية» كما أشار إلى أن غليون متضايق جداً من رضوان زيادة الذي «لا يكف عن طلب التدخل العسكري الخارجي» ويؤكد أنت غليون لا يريد هذه المقاربة «التي تزيد في التباعد بين الشارع والمجلس».
ولكن ما دفع أيضاً أعضاء المجلس إلى هدنة مؤقتة هو «تغيير في مقاربة باريس لمسألة تنوع المعارضة». فبعدما كانت «تقتصر على دعم المجلس الوطني فقط» وهومامنعها من استقبال هيئة التنسيق التي زارت باريس وعمدت وزارة الخارجية إلى «وصد الأبواب في وجهها» بناء على طلب قضماني، حسب قول البعض، ها هي اليوم تنفتح على «المعارض نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام» الذي كان ممنوعاً عليه أن يستقبل صحافة أو التصريح من باريس،ماكان يضطره للسفر إلى بلجيكا لإجراء مقابلاته. أما اليوم فهي سمحت له بتنظيم مؤتمر أعلن منه إنشاء هيئة الوطنية لدعم الثورة السورية.
وقد سأل موقع«أخبار بووم» الناطق الرسمي لوزارة الخارجية برنار فاليرو ما إذا كان هذا «تغييرا في سياسة دعم فقط المجلس» فأجاب بأن باريس «تتكلم مع جميع المعارضين»، في إشارة غير مباشرة إلى حرية عمل خدام. كما علم «أخبار بووم» بأن عم الرئيس السوري رفعت الأسد سوف يقيم مؤتمراً يوم الأحد المقبل في أوتيل بولمان في الدائرة الخامسة عشر لإعلان جبهة توحيد المعارضة أي جبهة معارضة جديدة من باريس.
في الواقع إن «تحرك الجامعة وانفتاحها على كل المعارضات» يحشر باريس ويدفعها للتحرك لمحاولة الحصول على أكبر شبكة علاقات في حال توحدت المعارضة بحكم الضغط القمعي. ويقول البعض إن الرياض أيضاً تحركت ليكون للمملكة العربية حصة في المعارضة السورية وهو ما يفسر «فتح أبواب التحرك أمام عبد الحليم خدام ورفعت الأسد».