أبلغ الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ الأفارقة بأنه يريد علاقة ندية تساعد قارتهم في التطور متصديا بذلك لبواعث قلق من يرون أن الصين لا يهمها سوى الحصول على المواد الخام من القارة.
وفي مستهل جولة في افريقيا يحضر خلالها قمة لمجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة الرئيسية قال شي لنظيره التنزاني جاكايا كيكويتي إن مشاركة الصين في افريقيا ستساعد القارة على أن تصبح اكثر ثراء.
واضاف في كلمة في مركز للمؤتمرات أقيم بتمويل صيني في دار السلام موضحا سياسة بلاده في افريقيا “ترجو الصين رجاء صادقا أن تتسارع معدلات التنمية في البلدان الافريقية وتتحسن حياة الأفارقة.”
وجدد شي عرض تقديم 20 مليار دولار قروضا لأفريقيا بين 2013 و2015 متعهدا “بمساعدة البلدان الافريقية على تحويل نعمة الموارد إلى قوة تنموية وتحقيق تنمية مستقلة ومستمرة.”
ويعتبر الافارقة عموما الصين ثقلا يوازن النفوذ الغربي لكن مع تطور العلاقات تتزايد دعوات صناع السياسة والاقتصاديين إلى تحقيق مزيد من التوازن في المعاملات التجارية.
وصفق الحضور للرئيس الصيني عندما قال “ستواصل الصين كما تفعل دائما تقديم المساعدات الصرورية لافريقيا دون أي شروط سياسية.” وأضاف “علاقتنا تقوم على التفاهم والتعامل الندي.”
لكن الامتنان لتلك المساعدة يشوبه استياء متزايد من طريقة عمل الشركات الصينية في افريقيا حيث تثير المجمعات الصناعية التي يقتصر العمل فيها على الصينيين أعمال شغب بين الحين والآخر من جانب محليين يبحثون عن عمل.
وردا على بواعث القلق بخصوص عدم استفادة افريقيا من الاستثمارات الصينية بأي تطوير للمهارات أو للتكنولوجيا قال شي إن بلاده ستدرب 30 ألف مهني افريقي وتقدم 18 ألف منحة لطلاب افارقة و”تزيد نقل التكنولوجيا والخبرة”.
وقال كيكويتي “تحملت العلاقات الصينية التنزانية الكثير.” واقامت تنزانيا علاقات وثيقة مع الصين في السنوات الأولى بعد استقلالها عن الحكم البريطاني في 1964.
واضاف كيكويتي “أصبحنا الآن أصدقاء لا يؤثر في علاقتهم شيء.”
وحضر الرئيسان توقيع اتفاقات من بينها اتفاقات تجارية وخطط للتطوير المشترك لميناء جديد ومنطقة صناعية وقرض لمشروعات للبنية الأساسية للاتصالات وقرض دون فوائد للحكومة. ولم تعلن تفاصيل بشأن قيمة القروض أو المشروعات الصناعية.
وسيتوجه شي بعد ذلك الى جنوب افريقيا لحضور قمة لزعماء مجموعة الاقتصادات الناشئة الكبيرة في العالم والمعروفة باسم بريكس يومي الثلاثاء والاربعاء وقد يتبنى خططا لانشاء كيان مشترك لاحتياطيات النقد الاجنبي وبنك للبنية التحتية.
وتتصدى هذه الاقتراحات لمشاعر خيبة الأمل بين الأسواق الناشئة من اضطرارها للاعتماد على البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين ينظر اليهما على انهما يعكسان مصالح الولايات المتحدة والدول الصناعية الاخرى.
وكتب لاميدو سانوسي محافظ البنك المركزي النيجيري في صحيفة فاينانشال تايمز هذا الشهر إن الخلل في الميزان التجاري بين الصين وافريقيا هو “جوهر الاستعمار” وحذر من أن القارة معرضة لخطر شكل جديد من الاستعمار.
وتحرص الصين على ألا ينظر إليها كمستعمر.
وقال لو شايي رئيس إدارة الشؤون الافريقية في وزارة الخارجية الصينية إن الغرب هو الذي لا يهمه من افريقيا الا مواردها وليس الصين.
وقال في تصريحات لتلفزيون في هونج كونج نشرها الموقع الالكتروني للوزارة “ما الذي فعلته الدول الغربية لافريقيا في خمسين عاما منذ الاستقلال؟ كل ما يفعلونه هو انتقاد الصين وهذا ظلم.”
وتنتهي جولة شي الافريقية في جمهورية الكونجو التي استوردت منها الصين العام الماضي 5.4 مليون طن من النفط تعادل اثنين في المئة من وارداتها الاجمالية من الخام لكن يحتمل أن تستورد منها أكثر من ذلك في المستقبل.