- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قراصنة الانترنت يُقلقون الشركات

بات أمن شبكات الانترنت التجارية يشكل هاجساً بالنسبة‬ ‫للشركات، فقد كشفت دراسة قامت بها الجهات الفرنسية المهتمة‬ ‫بمكافحة الجرائم الرقمية بأن ثلاث أرباع الشركات الكبرى تعرضت‬ لنوع من القرصنة الرقمية (١٧ في المئة) في السنة الأخيرة. وقد‬ ‫اعتمدت السلطات الفرنسية على دراسة لشركة أمن الشبكة‬
‫الأميركية ‪«Symantec‬”.‬
‫وكانت الشركة المذكورة قد قامت بأبحاثها استناداً إلى معلومات‬ ‫قدمتها نحو 3300 شركة حول العالم وتبين لها أن “القراصنة‬ يتجولون في أحشاء أنظمة الشركات” ويطلعون على حثياتها‬ ودفاترها الحسابية، وفي بعض الأحيان على “داتا شخصية”‬ ‫لعملاء هذه الشركات. كما يحدث أن تتم سرقة إما معلومات سرية‬
‫خاصة بأعمال الشركات أو في بعض الأحيان يتم “التسلط” على حسابها المصرفي بهدف السرقة.‬
‫وفسر خبير لموقع “أخبار بووم” أنه في الحالات التي “يسيطر بها‬ القرصان على خطوط التواصل الرقمية مع المصارف” يمكنه أن‬ ‫يعمد إلى السرقة حسب طريقتين مختلفتين: فإما أن يكون‬ “متعجلاً” فيقوم بتحويل مبلغ كبير من المال من حساب الشركة‬ إلى حساب في مصرف بعيد جغرافياً مع وجود شريك يقوم‬ بسحب المال في اليوم نفسه، وهذه الطريقة تكتشفها الشركة‬ ‫خلال اسبوع على أبعد حد، أو يزرع “حصان طروادة”، وهو عبارة‬ ‫عن برنامج يقوم بتحويل مبالغ صغيرة جداً بشكل متقطع على‬ مراحل متباعدة يتعذر على محاسبة الشركة كشفها قبل‬ نهاية السنة على الأقل.
‫ويشكو القيمون على “الأمن الرقمي” من انتشار برامج القرصنة‬ ‫التي باتت متوافرة على شبكة الانترنت، والتي تسمح لمقتنيها‬ بالقرصنة، حتى ولو كان مبتدئاً في مضمار البرمجة. ويشير أحد‬ هؤلاء الخبراء إلى أن أخطر هذه البرامج هي التي تقوم بعملها‬ بشكل آلي من دون تدخل الإنسان، إذ يمكن للقرصان‬ عندئذ إطالق مجموعة من عمليات القرصنة الموجهة لعدد كبير من‬ الشركات في وقت واحد، وهو ما يربك شبكات محاربة القرصنة والشركات المتعهدة بحماية وصيانة أنظمة الشركات التجارية.‬
‫ويقول الخبراء إن عهد قراصنة الانترنت الهواة قد ولى وأن عدد‬اً كبيراً من القراصنة يعملون في إطارات منظمة شبيهة بالشركات‬ الكبرى والمنتشرة حول العالم بشكل لا يمكن متابعة أعمالها، إذ‬ ‫إن “حركتها تكون منقسمة بين عدة الدول”، بحيث ينفذ كل مكتب‬ قسماً من برامج الهجوم ويتابع مكتباً آخر في قارة أخرى الهجوم‬ لتشتيت الملاحقة.