- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

RED DAWN الترويج للمقاومة ضد الاحتلال

بيروت ــ معمر عطوي
بغض النظر عمن هو العدو ومن هو الصديق، يمكن إدراج فيلم “RED DAWN” أو “فجر أحمر” الأميركي للمخرج دان برادلي، في سياق الدعاية للمقاومة ضد المحتل وتسويغ العمل التحرري باستخدام السلاح. فالقصة التي تستند الى فيلم سابق يحمل الإسم نفسه صدر عام 1984، هو عمل سياسي بامتياز. وعمل فني ايضاً ممتع يأسر المشاهد بما يحمله من انفعالات ومشاهد جميلة ولقطات “أكشن” آسرة.
القصة التي كتبها كل من  Jeremy Passmore و Carl Ellsworth، قد تكون خيالية في معالجتها لهواجس جزء كبير من الأميركيين إزاء التعاظم النووي لكوريا الشمالية، بيد أن واقعيتها تكمن في إمكانيات ردود الفعل الشعبية على أي تحولات عسكرية قد لا تكون واقعة بتاتاً في الحسبان.
فالجيش الكوري الشمالي غزا الولايات المتحدة بالتعاون مع الجيش الروسي؛ ففيما سيطر الأول على الأجواء والداخل الأميركي سيطر الثاني على السواحل الأميركية، وسط صدمة ورعب سيطرا على الأميركيين الذين فوجئوا بمدى هشاشة قوتهم العسكرية “التي لا تُهزم”.
تتفكك قوة الجيش الأميركي ويستسلم السياسيون للجندي الأصفر المقبل من شرق آسيا، وتبدأ عملية التطبيع مع الاحتلال على غرار ما حدث تماماً في فلسطين وجنوب لبنان. إلاّ أن فئة صغيرة من المراهقين يتزعمها JED ECKERT  الجندي الذي خدم في العراق ولديه خبرة في القتال (يؤدي هذا الدور الممثل الأسترالي Chris Hemsworth) تأبى الاستسلام وتبدأ بتشكيل خلية مقاومة تأخذ أسلحتها من المحتل الكوري عبر عمليات أمنية خاطفة وتهاجمه في مواقعه ونقاط تفتيشه ودورياته.
المفاوقة الجميلة أن تشكيل خلية المقاومة يشبه تماماً ما قامت به المقاومة الوطنية في جنوب لبنان وقبلها في فلسطين، لجهة صنع القوة من العزيمة والارادة، وشكيل حالة رفض تمتد الى الوسط الشعبي بعد أن يرى الناس نتائج هذا العمل على الأرض.  وبذلك تبدأ خلايا المقاومة تظهر من هنا وهناك وتتفاعل مع بعضها لقتال الغازي، بأسلحة متواضعة وحاضنة شعبية لافتة ومشروعية أخلاقية وانسانية لم تعترف بها واشنطن للشعب العربي، فخرج من يسوّغها من رحم هوليود، التي طالما انتجت أفلاماً لصالح الصهيونية العالمية.
وجوه شابة وجميلة ناشئة في السينما الأميركية تجسّد مجموعة من المقاومة لا تختلف في حركتها ونشاطها وخططها العسكرية وأهدافها عن أي حركة مقاومة ضد المحتل بمن فيها المقاومة في فيتنام والصومال والعراق وافغانستان وفلسطين وجنوب لبنان الخ ضد الاحتلال الأميركي. وبرع ممثلون في تأدية الأدوار مثل: ايزابيل لوقاس وجوش بيك وجوش هوتشرسونوآرديان باليك،وكونور كروزوادوين هودجوبريت كولين وآخرون.
لعل رمزية المقاومة الفلسطينية كانت واضحة في هذا الشريط، حيث ظهر الممثل  جيفري دين مورغان، مرتدياً الكوفية الفلسطينية، وهو الذي يأتي بدور ضابط في البحرية الأميركية يسمع بظهور مجموعة “وولف رين” فيذهب على رأس بعض رفاقه من البحرية للانضمام الى هؤلاء الشباب.
الظهور بالكوفية الفلسطينية في لقطة يبدو انها مقصودة للإشارة الى أن هذه الكوفية أصبحت رمزاً للثورة في نظر الناشطين الغربيين ضد الاحتلال والظلم والمتعاطفين بقوة مع القضية الفلسطينية.
في أي حال من السذاجة وضع هذا الفيلم في سياق مناصرة القضية الفلسطينية، خصوصاً ان من يغزو الولايات المتحدة في هذا الشريط هما الجيش الكوري الشمالي والجيش الروسي، اللذين يدعمان المقاومة الفلسطينية منذ عقود.
لكن وكما قلنا في بداية المقال، بغض النظر عمن هو الغازي ومن هو االذي يتعرض للغزو في هذا الشريط، وبعيداً عن الافتراضات الخيالية لتغيرات موازين القوى التي تصبح معها كوريا الشمالية القوة العالمية الأولى، يمكن إدراج هذا الشريط في سياق تسويغ العمل المقاوم ضد أي محتل والثورة ضده حتى بزوغ فجر جديد ولو كان مخضباً باللون الأحمر.