- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

في إنتظار الحسم الدمشقي

نجاة شرف الدين

يبدو أنه أصبح من الصعب الحديث هذه الأيام عن عملية تسوية سياسية يمكن أن تنطلق بين النظام السوري والمعارضة ، خاصة بعد القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الدوحة ، وما شكلته من تحول في الموقف العربي من خلال تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية الى الإئتلاف الوطني السوري وعلى رأسه أحمد معاذ الخطيب ورئيس الحكومة المعارضة غسان هيتو ، وأبدت بعض الدول إستعدادها لتسليح المعارضة . هذه الخطوة المدعومة تركيا ، سيما بعد المصالحة مع إسرائيل برعاية أميركية ، والمصالحة المرتقبة مع الجانب الكردي ، والتي أغلقت الباب في وجه الحوار أو التسوية  لمرحلة غير محددة ، والتي كان تم الإتفاق عليها ما بين موسكو وواشنطن على أساس تفسير موحد لإتفاقية جنيف ، ولم يبصر النور ، سيكون لها تداعيات على الساحة العسكرية المفتوحة على كل الإحتمالات .
رئيس “الائتلاف السوري المعارض” المستقيل أحمد معاذ الخطيب الذي دعا الرئيس السوري بشار الأسد الى مناظرة تلفزيونية ، نبه إلى أن “هناك مؤامرة واضحة جداً على سوريا تتمثّل في التدخل الخارجي بهدف التقسيم”، مشيراً إلى أن السوريين هم وحدهم “من يحدد مصير الرئيس السوري بشار الأسد”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن بعض المعارضين ضمن الائتلاف الوطني “انتهازيين” و”مبتزين” في السياسة والوطنية. وشدّد الخطيب على  أن “أهداف التدخل الخارجي في سوريا تتمثّل في تقسيم البلاد، أو إجهاض الثورة، أو إنقاذ النظام”، مكرّراً رفضه تدخل أي قوات أجنبية في سوريا، ومطالباً الدول التي تتعاطف مع السوريين بمساعدتهم عبر وسائل أكثر إفادة، من بينها، تزويد المناطق المحررة بنظام دفاعي ضد صواريخ النظام”.
في المقابل ، لم تتأخر الردود الدولية لحلفاء النظام السوري ولا سيما روسيا والتي عبرت عن إستياءها من هذه الخطوة ، وإعلانها صراحة أنها لن تسمح بأن يتكرر ذلك في الأمم المتحدة ، أما إيران التي أطلقت حملة من التصريحات المعترضة ، فكان كلام نائب وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان واضحا في تأكيده دعم الإصلاحات التي يجريها الرئيس الأسد  كما دعم آلية الحل السياسي السلمي في سوريا وهو وجه رسالة بقوله ”  أن القرارات الصادرة من خارج سوريا تمثل أخطاء إستراتيجية،وعلى جميع الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية بذل الجهود لوقف العنف في سوريا وتوفير أرضية مناسبة لإجراء الانتخابات في جو آمن ” ، مشدداً على أن طهران تدعم وستستمر في دعمها لمحور المقاومة في الشرق الأوسط.
خطوة الدوحة التي نقلت الصراع في سوريا الى مرحلة جديدة على المستوى العسكري ، وفي ظل عدم التغيير في المشهد الإقليمي والدولي لقواعد المعركة وتحالفاتها مع الفارق بدعم المعارضة في السياسية والعسكر ، مما يعني العودة للحوار إنما ميدانيا وعلى الأرض السورية ،  خاصة مع تزايد الحديث عن معركة دمشق التي باتت وشيكة  ، وإذا كانت المعارك في حمص وحماه وحلب ، ورغم الدمار شبه الكامل ،  لا تزال في بعض مناطقها غير محسومة حتى الآن ، فكيف سيكون الوضع بالنسبة لدمشق في ظل الموقف الروسي والإيراني ؟وفي إنتظار الحسم الدمشقي  هل تتحول معركة دمشق  الى حرب عالمية جديدة على الأرض السورية ؟